خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الدكتور أحمد زين الدين إن خطة "السلام" التي قدمها ترامب لم تنطلق بدافع إنساني أو رغبة حقيقية في وقف سفك الدماء في غزة، بل كانت خدمة لأهداف سياسية وشخصية، وأبرزها إنقاذ صورة إسرائيل المتدهورة دوليًا، وفق ما تعكسه تصريحات نتنياهو ومسؤولي إدارته.
اقرأ ايضاً
وتابع قائلاً إن الخطاب الصادر عن نتنياهو وترامب ووزير الدفاع الإسرائيلي يتضمن تهديدات مباشرة وواضحة، إذ يصرّ نتنياهو على تفكيك حركة حماس ونزع سلاحها، بينما يلوّح ترامب بمنح الضوء الأخضر لاستئناف العمليات العسكرية في حال عدم تنفيذ ذلك. وأضاف أن ما تُسمّيه واشنطن وتل أبيب بالمرحلة الأولى من الخطة قد تحقق – وفق زعمهما – بشكل مشجع، إلا أن المرحلة التالية تحمل تعقيدات أمنية وسياسية حساسة قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق برمّته.
وأضاف ضيف البرنامج أنَّ المرحلة الثانية تفتقر إلى آليات تنفيذ واضحة، وإلى سقف زمني وجداول محددة لانسحاب جيش الاحتلال وإدارة القطاع دوليًا ونزع سلاح الفصائل. هذا الغموض يتيح للاحتلال المماطلة في تنفيذ التزاماته أو استغلال الثغرات لنسف الاتفاق والعودة إلى الحرب. من جهة أخرى، كان اليمين المتطرّف قد أعدّ خطة بديلة قبل طرح اقتراح ترامب، تقوم على ثلاث محاور: تقسيم غزة إلى مناطق معزولة عسكريًا، دفع موجات نزوح «طوعية» تشبه مشروع تهجير جديد، وتصعيد الاغتيالات ضد قادة حماس؛ ونجاح مثل هذه الخطة سيؤدي حتمًا إلى انهيار أي اتفاق واستئناف القتال.
وقال الدكتور أحمد الزين إن ما يجري يعكس نهجًا من الخداع والمكر السياسي الذي يجيده كلٌّ من ترامب ونتنياهو، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، ولا سيما في الاتفاق النووي الإيراني، أظهرت كيف تُستغل المفاوضات كأداة تكتيكية تُجهض في النهاية بعمل عسكري قبل بلوغ الحلول الدبلوماسية. وأضاف أن هذا السلوك المتكرر يجعل من الصعب الوثوق بصدق نواياهم أو بقدرتهم على تحقيق سلام حقيقي ودائم.