خاص الكوثر - قضية ساخنة
يستعرض الأستاذ الجامعي والباحث في العلاقات الدولية علي شكر رؤية شاملة حول الوضع الفلسطيني ضمن السياق الإقليمي والدولي، مبينًا أن التحليل يتطلب النظر من منظورين رئيسيين: الأول يرتبط بالكيان الصهيوني واستراتيجيته تحت قيادة نتنياهو، والثاني بالرؤية الأميركية وإستراتيجيتها في إدارة ملف غرب آسيا كجزء من سياستها العالمية.
يشير شكر إلى أن الولايات المتحدة تدير المشهد بمنطقة غرب آسيا في إطار صراعها الجيوسياسي مع روسيا والصين، حيث تسعى لإعادة ترتيب المنطقة للحد من النفوذ الروسي والصيني. ويبرز في هذا السياق إبعاد مواجهة التمدد الصيني الاقتصادي من خلال مبادرات مثل "طريق الحرير" ومجموعات بريكس ومنظمة شنغهاي.
إقرأ أيضاً:
وأضاف: توضح الرؤية الأميركية الجديدة اعتمادها على الكيان الصهيوني كأداة رئيسية في فرض السيطرة الإقليمية، مستخدمة القوة العسكرية والسياسية لإضعاف محور المقاومة، الذي تشكل إيران والإطارات الحليفة لها حصنًا صلبًا في مواجهة التدخلات الخارجية. ويؤكد شكر أن هذه الاستراتيجية تختلف جذريًا عن السياسات الأميركية السابقة، وتعكس تحولًا في استخدام الأدوات والوسائل.
مع ذلك، يطرح شكر تساؤلات مهمة حول مدى قدرة الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي على فرض شروط سلام تستند إلى القوة، خصوصًا بعد ما شهدته المنطقة من تصعيد وحروب دموية في غزة ولبنان، وعودة خطاب المقاومة بقوة واستعادة التماسك الإقليمي لإيران التي تعزز علاقاتها مع محيطها العربي وغير العربي.
ويخلص شكر إلى أن التسويات في المنطقة بدأت تأخذ مسارًا جديدًا على الساحة الفلسطينية، إلا أن تحقيق السلام المستدام يتطلب التعامل مع واقع معقد، حيث تصارع القوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها في ظل تضارب المصالح وتوازنات القوى.