خاص الكوثر_ ثالث الحجج
وأوضح السيد ذو الفقار الموسوي أن القرآن الكريم أشار في مواضع عدة إلى مشاهد الحزن والبكاء، منها بكاء النبي يعقوب على ولده يوسف (عليهما السلام)، وما ورد في قوله تعالى «فما بكت عليهم السماء والأرض»، لافتاً إلى أن هذه الإشارات القرآنية تؤسس لمشروعية الحزن والبكاء كظاهرة كونية تشمل الإنسان وسائر المخلوقات.
وأضاف أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أسس لهذه الشعيرة في مواقفه العملية، إذ بكى على عمّه حمزة بن عبد المطلب عند استشهاده، وأقام له مجالس عزاء جماعي، منتقلاً بهذه الممارسة من الحالة الفردية إلى الحالة الاجتماعية العامة. كما بكى النبي على ولده إبراهيم وعلى الإمام الحسين (عليه السلام) في مواقف متعددة وردت في مصادر الفريقين.
إقرأ أيضاً:
وبيّن السيد ذو الفقار الموسوي أن رسول الله لم يكتفِ بالبكاء فحسب، بل عاتب المجتمع المدني آنذاك بقوله: «ما لي لا أرى بواكي على عمّي حمزة»، في إشارة إلى ضرورة إحياء قيم الوفاء والعاطفة الجماعية تجاه رموز الحق.
وختم قائلاً إن شخصيات مثل الحمزة وجعفر الطيار كانت مرتكزات أساسية في صراع الحق مع الباطل، مشيراً إلى أن الإمام علي (عليه السلام) قال في لحظة من لحظات المواجهة: «وحمزة، ولا حمزة لي اليوم»، وهو ما يعكس عمق الدور الذي أدّاه هؤلاء في ثبات الإسلام ومواجهة التزييف الأموي.