خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ مندور: لا شك أن دار التقريب التي تم إنشاؤها في أواخر الأربعينات من القرن الماضي كانت في البداية قوية ومؤثرة، وتؤتي ثمارها، والحقيقة في الأونة الأخيرة، ضعفت هذه الثمرة وقلت، وأصبح التقارب على استحياء، نحن نريد في هذا الوقت أن نعيد لهذه الدار ولهذه الهيئة قوتها ورونقها، وأن يكون هناك تواصل بين عقلاء الأمة، بين علماء الدين الذين يحرصون على استحضار منهج القرآن في التقريب، لأن منهج القرآن عندما يكون حاضراً، نستطيع أن نتغلب على كل المعوقات التي فرضها علينا الغرب أو مدعي الإسلام، أو التي فرضناها على أنفسنا نتيجة ضعف وتراخٍ من بعض أئمة المسلمين في الفترات الماضية.
اقرأ ايضاً
وتابع: الفترة الماضية كانت مثمرة جداً وأتت ثمارها، حيث حدث تقارب بين المذاهب الإسلامية، فكلها مذاهب فقهية، وحتى إذا كانت بالمعنى العلمي مختلفة، فإن هذه الفرق كلها متفقة على أصول الدين، فقد صرح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قائلاً: «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وصلى واتجه إلى قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم، ولا يستطيع أحد أن يكفره أو يخرجه من الإسلام».
واضاف : طالما اتفقنا على هذا المعنى وعلى أصول الإسلام، والأمة كلها تعلم هذه الحقوق والواجبات وتلتزم بها، فلا مجال لكفر أحدنا الآخر، القضية الآن ليست فينا، بل في المعوقات التي تُفرض علينا، فيستجيب لها بعض سفهاء العقول وقصار النظر، فيلقي الشبهات ويرد عليها، ونضيع حياتنا وجهدنا ووقتنا في قيل وقال، بينما القرآن الكريم يوضح ذلك.
واكمل: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال». إذا انتبهنا إلى هذه القواعد الثلاث، وهي: قيل وقال، قال فلان، قيل كذا، وقال كذا، سنتمكن من العيش بعيداً عن المنظومة الفاسدة التي تضيع جهدنا ووقتنا وذهننا.
قال الشيخ منصور مندور : القرآن الكريم حسم القضية، عندما بين أن هذه أمتكم أمة واحدة في آيتين، تدعو المسلمين جميعاً إلى أن يكون فرض الوحدة الإسلامية على رأس كل الفروض، وقد ذكرتُ مرة موقفاً حدث في أحد المساجد: دخل شيخ كبير على شباب الأمة وهم يختلفون على صلاة التراويح — نصلي بجزء أم بنصف جزء؟ نصلي 12 ركعة أم 22 ركعة؟ — فقال: «أرى أن تغلقوا المسجد وتذهبوا إلى بيوتكم، فإن فعلتم زين ما نصلي». وحدتكم واعتصامكم مع بعض أفضل من إقامة هذه الشريعة التي قد تكون سبباً في تفرقة الأمة، ضعفها، تشتتها، وتناحرها.
وختم الشيح مندور حديثه بالقول: الوحدة الإسلامية يجب أن تكون على رأس الفروض، والقرآن الكريم بكل آياته يظهر هذه الوحدة، وحتى سورة الفاتحة تلمس هذا المعنى بوضوح.