خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الاستاذ رضا سعد: عملية راموت لها مغزى مهماً جداً في الوجدان الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية، خصوصاً أن المقاومين الذين نفذوا هذه العملية هم في ريعان الشباب، هذا يعني أن الحق الفلسطيني والتشبث بتحرير الأرض والاستقلال والحصول على الحقوق ينتقل من جيل إلى جيل، ويتوارثه الأبناء عن آبائهم وأجدادهم، ويتمسكون بهذه العقيدة رغم كل التهويل الإسرائيلي ورغم كل التكنولوجيا المتقدمة التي يمتلكها الاحتلال، واستطاع هؤلاء المقاومون خرق كل التحصينات والتقنيات الإسرائيلية، من ذكاء صناعي ومسيرات وأقمار صناعية وغيرها، والوصول بأسلحة بسيطة لتنفيذ عملية جريئة في منطقة راموت، أوقعت قتلى في صفوف الاحتلال.
اقرأ ايضاً
وتابع : هذه العملية لها أيضاً أبعاد نفسية على الشارع الإسرائيلي؛ إذ إنها تهزّ المعنويات، رغم ما يصوره نتنياهو وحكومته المتشددة في تل أبيب بأنهم يحققون الانتصارات في غزة وخارجها، وأنهم قادرون على الضرب في أي وقت وأي مكان، الحدث يضرب صورة "القدس المحصنة" التي يروج لها الاحتلال دائماً، علماً أن للقدس رمزية كبيرة وقدسية خاصة لدى الشعب الفلسطيني ولدى الشعوب العربية والإسلامية، وبالتالي هذه العملية تذكّر بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأنه رغم كل التهويد والتهويل، فإن الشباب المقاوم ينهض بهمّة عالية ويتقدم بروح استشهادية، ليبرهن أن التكافؤ في القوة العسكرية غير قائم، لكن القدرة على تجاوز التحصينات والحواجز البشرية ممكنة.
واضاف المحلل السياسي: هذه العملية الفدائية تعكس قدرة المقاومة على تجاوز الإجراءات الأمنية الصهيونية، رغم كل ما يتحدث عنه الكيان بشأن تحصيناته المعززة في القدس الشريف، إنها دليل على تمسك المواطن الفلسطيني والمقاومة بحقهم، وسعيهم لشتى السبل لاختراق هذه الإجراءات المعقدة، لقد تمكن هؤلاء الشبان من تنفيذ عملية جريئة في منطقة من المفترض أن تكون محصنة أمنياً بشكل كبير، ما يفضح هشاشة الإجراءات الأمنية التي تتباهى بها الحكومة الإسرائيلية وتعد جمهورها بالأمان والطمأنينة، لكن هذه العملية جاءت لتقوّض تلك السردية ولتؤكد أن "إسرائيل" ليست الجيش الذي لا يُقهر، وأن هاجس الأمن سيبقى ملازماً للمستوطنين وكل مواطني الكيان، باختصار، هذه العملية كانت خارج التوقعات، وأثبتت نجاحها بامتياز.