خاص الكوثر - عين الحياة
طرح فضيلة الشيخ الدكتورمنصور مندور رؤية شاملة لمعنى الإنسانية في الإسلام، مؤكدًا أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن فقط مبعوثًا دينيًا، بل رائدًا في ترسيخ مبادئ الإنسانية والحضارة العالمية، التي تستمر إلى يوم القيامة بإذن الله. وأشار إلى أن القرآن الكريم يخاطب الإنسان ككائن مكرم بالفطرة، يتأنس بغيره، ويتكامل معهم في إطار من الرحمة والتفاهم.
استشهد الشيخ مندور بالآية القرآنية: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات: 13)، موضحًا أن هذه الآية تتجاوز جميع الحواجز العقائدية والعرقية لتؤسس لعالم إنساني يقوم على التعارف لا التنافر، والتكامل لا التصادم.
وأضاف أن التعارف هو مفتاح التعايش، وأن الإسلام يأمر المسلم بأن يبادر بالتعريف بنفسه للآخرين، كما ورد في السنة النبوية، وهو سلوك يعزز الأنس ويبدد الخوف ويقود إلى التفاهم والاحترام المتبادل.
إقرأ أيضاً:
كما أشار الدكتور مندور إلى مواقف نبوية تجسد هذه القيم، منها قيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجنازة رجل يهودي، في موقف تعبيري قوي عن احترام النفس البشرية، مؤكدًا أن الاختلاف في العقيدة لا يلغي كرامة الإنسان، بل يستوجب احترامه.
ولفت الشيخ إلى أن اختلاف الألوان والألسن من آيات الله، وعلى المسلم أن يتعامل مع هذه الاختلافات بوصفها فرصة للتعارف والتكامل، لا سببًا للعداء أو الإقصاء.
وختم الشيخ منصور مندور بالقول إن المسلم الواعي هو الذي ينقل رسالة الإسلام الحقيقية بمنطق الحب، والتسامح، والتكريم للإنسانية جمعاء، وأن هذا هو جوهر الدين الذي ينبغي أن يُفهم ويُعاش في كل زمان ومكان.