قال الشهيد السيد هاشم صفي الدين ان الله سبحانه وتعالى ضر ب مثلا واضحاً يمكن تكراره: الفلك يجري في البحر بنعمة الله، ليريكم من آياته. وإذا تأملنا في مخلوقات الله – الإنسان، الحيوان، الطبيعة، وتنظيم الكون – نجد دليلاً قاطعًا على ارتباطنا بالخالق الواحد الأحد.
الكون منتظم بطبيعته، ويسير دائمًا نحو الأصلح. وإذا تركناه دون تدخل، يحقق نظامه الأمثل. أما الإنسان، فتدخله أحيانًا في الطبيعة يغير هذا النظام، وقد يكون هذا التدخل غير منطقي رغم أنه ابتكار. مثال على ذلك الطاقة النووية: ابتكار عظيم، لكنه قد يكون مدمّرًا إذا أساء الإنسان استخدامه.
اقرأ ايضاً
ارتباط الإنسان بالقيم والتراث نابع من خوفه من الفوضى ورغبته في الالتزام بالنظام، والتأمل في نعم الله يقوده إلى معرفة التوحيد والتسليم بنظام الله الذي يضمن الخير للبشرية.
القرآن الكريم يضرب مثال الفلك في البحر: "ليريكم من آياته"، وعندما يغشي الموج السفن كالظل، فهذا الموج يمثل التحديات، والظل يرمز إلى الحماية والدعم الإلهي أو الصحابي الذي يظلل الإنسان، وليس الظل الذي يختفي عند ارتفاع الموج.
تلك التشبيهات القرآنية تعكس جمال اللغة العربية وعمق المعاني، وتؤكد أن نعم الله لها ضوابط، وأن التأمل فيها يكشف عن نظام أصح وأفضل للحياة البشرية.