خاص الكوثر - عين الحياة
قال الدكتور ابو زكريا: عندما نتأمل حب الله لرسوله، نتساءل: ما سر هذا الحب العظيم؟ وهذه فلسفة عرفانية عميقة قد لا نخوض فيها اليوم، ولا بد أن ننصف عملاقين عظيمين هما: آمنة بنت وهب وعبد الله بن عبد المطلب عليهما السلام، والدا رسول الله، لقد حاولت بعض الروايات المتأثرة بالثقافة الإسرائيلية في التراث الإسلامي أن تُصوّرهما كافرين، وهذا ظلم كبير ألحق برسول الله صلى الله عليه وآله، تمامًا كما كُفِّر عمه أبو طالب عليه السلام والحقيقة أن آمنة بنت وهب كانت صاحبة أشعار توحيدية تتغنّى برب العالمين، وعبد الله كان رجلًا طاهرًا مؤمنًا.
اقرأ ايضاً
واكمل : لقد زُوّرت صورة رسول الله منذ المهد إلى الشهادة، فقد قدّموا عائلته وكأنها عائلة مشركة، ثم ألصقوا به صفات لا تليق بمقامه العظيم؛ فقالوا إنه قاسٍ أو مفرّق بين الناس، بينما كان صلى الله عليه وآله مثال الطهر والصفاء والنقاء، على دين إبراهيم عليه السلام حتى قبل بعثته.
واضاف الدكتور يحيى ابو زكريا: إذا فتّحنا أرشيف البشرية منذ آدم عليه السلام، لآلاف السنين، فلن نجد مفكرًا ولا فيلسوفًا استطاع أن يجمع ما اجتمع في شخصية رسول الله من مقومات الإنسانية، والصفاء، والأخلاق، والتربية، والكمال، ولقد كان صلى الله عليه وآله رمزًا للإنسانية المطلقة، ولما بُعث ركّز على الخصائص الأخلاقية، فأسّس مجتمعًا قائمًا على القيم والفضائل.