خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ مبلغي: وردت الوحدة الاسلامية في القرآن الكريم كصفة جامعة للأمة، "أمة واحدة". والأمة، بما أنها مفهوم اجتماعي، لا تعني أن تكون أفكار أفرادها واحدة، فحتى داخل طائفة خاصة، يستحيل توحيد الأفكار والمناهج ولهذا، تستوعب الأمة بطبيعتها تنوع الأفكار والمذاهب والمناهج، وهو ما نراه واقعًا اليوم.
وتابع الأمة أولاً هي كيان اجتماعي يقوم على حدود ومقومات محددة، وعلى أساسها قامت الأمة الإسلامية. وبما أن الأمة أمر اجتماعي كبير وأساسي، فإن الوحدة يجب أن تُعرَّف اجتماعيًا، وأن تتحقق في إطار الظروف الاجتماعية الجامعة.
اقرأ ايضاً
واضاف عضو مجس خبراء القيادة :الوحدة ليست توحيدًا للمذاهب، ولا إلغاءً للاختلافات الفكرية أو للأنظمة السياسية، لأن هذه التعددية أمر طبيعي يجري في المجتمعات، فالأمة بمفهومها القرآني تتسع لكل هذا التنوع؛ في السياسة، وفي المذهب، وفي اللغة، وفي غيرها من المجالات.
واكمل : من هنا، ينبغي أن نأتي بتعريف للوحدة يجعلها صفة جامعة للأمة بكل خصائصها ومكوّناتها، بحيث لا تعني إلغاء التعددية، بل تمثل حالة اجتماعية تُظهر الأمة ككيان واحد أمام الأمم الأخرى، وتمنعها من التفرّق والاحتراب الداخلي، فالوحدة الاجتماعية، إذن، هي التي تقلل من دائرة الخلافات المذهبية مع بقاء المذاهب، وتسمح بترسيخ المشتركات الكبرى التي تمنح الأمة هويتها الجامعة. فالوحدة، بهذا المعنى، صفة تبرز الهوية المشتركة للأمة الإسلامية، رغم تعدديتها الفكرية والسياسية والمذهبية.