خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الدكتور خاطر: في الحقيقة، الأضواء ذهبت باتجاه الدمار الهائل الذي عاشته وتعيشه غزة، فالصورة دائماً أكثر تأثيراً وأكثر جاذبية، ولكن في المقابل هناك أيضاً دمار آخر لا أحد يستطيع أن يقدّره بشكل دقيق، وهو ذاك الذي يعاني منه المجتمع الإسرائيلي على كل المستويات،من أبرز مظاهر هذا الدمار الداخلي هو التصدع غير المسبوق الذي تشهده دولة الاحتلال؛ هذه الانقسامات، وهذه الصراعات، بدأت تتفاقم وتتطور بشكل كبير. ورغم أنها تتمحور حول العدوان على غزة، إلا أنها لأسباب أخرى امتدت أيضاً إلى خارج دولة الاحتلال.
اقرأ ايضاً
وتابع : فهي تتمثل في المواقف الدولية، وفي نبذ المجتمع الدولي لدولة الاحتلال وسياساتها وجرائمها، بل حتى الصهاينة، ممن يحملون جنسية الاحتلال، باتوا يواجهون رفضاً مباشراً في كل مكان: من مشارق الأرض إلى مغاربها، هذا كله نتيجة تفاعلات وتطورات العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على غزة.
واضاف الدكتور حسن خالد : أما الوضع الداخلي داخل دولة الاحتلال، فقد كان مأزوماً سياسياً أصلاً قبل أحداث السابع من أكتوبر. وأذكّر هنا بأن الحكومة التي كان يقودها نتنياهو قبل ذلك، منذ عام 2020 إلى عام 2022، شهدت خمس جولات انتخابية متتالية، حتى تمكنوا من تشكيل حكومة.
وختم ضيف البرنامج حديثه بالقول: هذا الموضوع لم يأتِ من فراغ؛ فذلك التشظي والانقسام والخلافات الحادة وصلت بالدولة إلى مرحلة الشلل الكامل، وأعتقد أن هذه الأزمة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تفاقمت بشكل كبير جداً وتعَمَّقت، حتى لم تعد مجرد خلافات سياسية، بل أصبحت اختلافات جوهرية في الكثير من التفاصيل، سواء ما يتعلق بإدارة الدولة أو بأولوياتها أو بتفاصيل أخرى كثيرة لم يعد هناك اتفاق عليها، رغم توحّدهم المؤقت حول العدوان، بدافع الخوف.