خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الدكتور بيضون : لا شك أن مجرد إنشاء منظمة إقليمية تتحول بسرعة قياسية إلى منظمة عالمية خلال سنوات قليلة من تأسيسها يُعد بحد ذاته إنجازاً مهماً، هذه المنظمة جمعت عدداً من الدول، خصوصاً تلك التي تعارض السياسات الأميركية وترفض الهيمنة الاقتصادية والسياسية التي تمارسها الولايات المتحدة عبر احتكار الاقتصاد العالمي وفرض التطبيع الأحادي واتباع سياسات ظالمة.
اقرأ ايضاً
وتابع : لقد عانت هذه الدول طويلاً من الغطرسة والهيمنة الأميركية، ما دفعها، وفي مقدمتها الصين، إلى التفكير بجدية في تأسيس إطار جديد، وهكذا وُلدت المنظمة وبدأت بالتوسع، فانضمت إليها دول عديدة، حتى بلغ عدد أعضائها الأساسيين عدداً معتبراً، إضافة إلى أعضاء بصفة مراقب يسعون للانضمام الكامل مستقبلاً، المنظمة تبنت أهدافاً مشتركة، أبرزها: العدالة والمساواة، التعاون الاقتصادي، والتوازن في العلاقات الدولية. ومن أهم إنجازاتها أنها وقفت في وجه الهيمنة الأميركية، وتحدّت محاولات واشنطن لاحتكار الدولار والتحكم بالرسوم الجمركية والأسعار، فضلاً عن إدارتها للأزمات الاقتصادية.
واضاف الدكتور بيضون: ورغم أن جوهر المنظمة اقتصادي، إلا أن طبيعتها توسعت لتشمل أبعاداً سياسية وأمنية. فالدول الأعضاء أدركت أن الاقتصار على الاقتصاد لا يكفي، لأن القضايا الأمنية والسياسية والثقافية والقيمية مرتبطة بشكل مباشر بالاقتصاد. فإذا أُهملت هذه الجوانب، سيتأثر الاقتصاد نفسه، وقد ينهار.
وختم بيضون حديثه بالقول: من هنا، أصبحت المنظمة منصة للتعاون الشامل، لا سيما في مواجهة الأنظمة المالية التي تحتكرها الولايات المتحدة مثل هيمنة الدولار ونظام "سويفت"، ولذلك، فإن الجانب السياسي والأمني يُعد من المخرجات الطبيعية لعمل المنظمة، رغم انطلاقتها الاقتصادية.