خاص الكوثر - الأوتاد
نُقل عن آية الله المرحوم السيد عبد الكريم نجابت، أحد أعلام العرفان الشيعي في القرن العشرين، أنه أمضى 22 عامًا في مجاهدة النفس والسير في طريق طلب وجه الله، دون أن يبلغ فيه ما كان يصبو إليه من مقامات القرب والمعرفة الإلهية.
وفي لحظة من لحظات التأمل العميق والحزن الروحي، جلس آية الله نجابت في صحن أمير المؤمنين علي عليه السلام في النجف الأشرف، وقد غلب عليه الهم والغم لعدم بلوغه المراد بعد كل هذه السنين الطويلة من المجاهدة.
إقرأ أيضاً:
وأثناء جلوسه، رأى قطعة خبز على الأرض جاءت حمامة لتحملها، فحاولت مرة بعد مرة لكنها فشلت، حتى وصلت إلى المحاولة الثانية والعشرين، فنجحت في التقاطها والطيران بها. وفي تلك اللحظة، شعر سماحته بإلهام داخلي بأن تلك الحمامة تمثّله، وأن محاولاتها تماثل سنيه الـ22 التي قضاها في الطريق إلى الله.
فهم آية الله نجابت من هذه الرؤيا الرمزية أن السعي والمجاهدة لا يذهبان سُدى، وأن الوصول يتطلب المثابرة حتى الرمق الأخير، وأنه في النهاية سينال مراده كما نالته الحمامة.
هذه القصة تُعدّ من الرموز العرفانية العميقة في أدب السلوك إلى الله، حيث توصل رسالة روحية مفادها أن الطريق إلى الله طويل وشاق، لكنه ليس مستحيلاً، بل هو مفتوح لمن صدق النية وثبت على الطريق.