خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبدالساتر: أطلّ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بمناسبة الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر، مؤسس مفهوم "المجتمع المقاوم" في لبنان، حيث استعاد رمزية المناسبة كمنصة لإطلاق دعوة سياسية تحت عنوان "الحوار الوطني"، تهدف إلى إعادة صياغة استراتيجية دفاع وطنية، تضمن حماية لبنان في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
إقرأ أيضاً:
المحور الأساس: السلاح، المقاومة، والسيادة
وأضاف عبدالساتر أن بري استند في خطابه إلى رؤية الإمام الصدر الذي دعا إلى المقاومة الشاملة، معتبرًا أن امتلاك السلاح أو حتى القتال بـ"الأسنان والأظافر" واجب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ومن هذا المنطلق، شدد بري على أن نقاش السلاح خارج سياق الاحتلال والعدوان هو انحراف خطير عن الأولويات الوطنية.
وتابع أن الخطاب لم يأتِ بجديد جوهري من حيث المواقف، إذ ينسجم تمامًا مع رؤية حزب الله، خصوصًا في مسألة اعتبار السلاح "وسيلة لا غاية"، لكنه تميز هذه المرة بكونه صادرًا عن رأس السلطة التشريعية، وهو ما قد يمنحه بعدًا سياسيًا مختلفًا.
بين الواقعية والانقسام الداخلي
وصرح المحلل السياسي أن تحذير بري من القفز فوق "العدوان والاحتلال" والدخول في نقاش حصرية السلاح دون الاعتراف بسياقاته الأمنية والسيادية، يعكس مخاوف حقيقية من محاولات دولية لتكريس رواية تعتبر المقاومة سببًا في انهيار الدولة اللبنانية. وهذا، بحسب ما جاء في التحليل، هو "الخطر الأكبر"، إذ يتحول النقاش من الأمن القومي إلى نزاع داخلي حول أدوات الحماية.