خاص الكوثر - ثامن الحجج
قال الشيخ علاء الشيخ : المأمون لم يكن يفكر فقط في تشويه وتخريب صورة الإمام الرضا عليه السلام بوصفه إماماً في الإسلام، بل كان يسعى أيضاً لضرب كل من يؤمنون بمدرسة أهل البيت، لذلك كان المأمون يحاول بشتى الوسائل تشويه شخصية الإمام الرضا عليه السلام وتقليل مكانته ، ومن أبرز أساليب المأمون كانت المناظرات التي أجراها مع قادة مختلف الأديان، من الجاثليقية والنصارى والزردشتية والصابئة، ودعا الإمام لنقاش والمحاورة معهم، حتى بعض أصحاب الإمام شعروا بالقلق، فرد الإمام قائلاً: 'لا تخافوا، سيندم المأمون عندما أتكلم مع كل أهل ملته بمعتقده وعقيدته'.
اقرأ ايضاً
وتابع : هذه المناظرات أظهرت نقاطاً عقلية وعلمية للإمام الرضا عليه السلام، وليست مجرد اعتقادات، فقد ناقش الإمام قادة الديانات المختلفة حول عبادة عيسى عليه السلام ومسألة الألوهية، وأوضح موقف الإسلام الحنيف، وأظهر علمه وحكمته أمام خصومه.
واضاف : المأمون خاف حتى من الخروج لصلاة العيد خشية الاغتيال، لكن الإمام خرج وقال له: 'اخرج كما خرج جد المصطفى وأبي علي عليه السلام'. وقد سار الإمام حافياً، فخلع الجنود أحذيتهم ومشوا خلفه، مرددين التكبير والتهليل، لتتذكر الناس الرسول صلى الله عليه وآله ويزداد إيمانهم بعلوم أهل البيت.
وختم الباحث الاجتماعي : في نهاية الأمر، فشلت جميع أهداف المأمون الاستراتيجية، واستفاد المسلمون من هذه الأحداث لتعزيز معرفتهم بعلم أهل البيت. وكان الإمام الرضا عليه السلام مخيراً بين القتل المعجل أو المؤجل، فاختار الأجل المؤجل ليتم ما ينبغي له من الأمور ويختم ملف الولاية".