خاص الكوثر - ترنج
تقع بقعة الشيخ صفي الدين الأردبيلي، وهو الصوفي الشهير، مكانًا مهمًا في تراث إيران، حيث يضم ضريح الشاه إسماعيل الكبير، مؤسس الدولة الصفوية، وتشتهر هذه المنطقة بزخارفها الجصية الفريدة ورسوماتها الفنية التي تجمع بين البراعة الحرفية والجمال الروحي.
المقبرة لا تحتضن فقط قبورًا تاريخية بل كانت أيضًا مستودعًا للعديد من التحف الثمينة التي كان الأمراء الصفويون يحتفظون بها ويقدّمونها كهدايا، مما يضيف أهمية ثقافية للموقع. وتاريخياً، استُخدمت أجزاء من هذه البقعة كخزينة للأشياء الثمينة قبل أن تتحول إلى مركز ثقافي وروحي.
إقرأ أيضاً:
إلى جانب الضريح، كان هناك بناء مجاور يُعتقد أنه كان مقرًا لمقهى "العصائر"، وهو أحد المقاهي القديمة القليلة التي ما زالت بقاياها قائمة حتى اليوم. هذا البناء المثمن الأضلاع كان مرتبطًا بالمطبخ الذي كان يقدم العصائر والطعام للزوار والمتصوفين والضيوف الذين يزورون البقعة. رغم أن البناء الأصلي للمقهى قد تدمر بمرور الزمن، إلا أن بقايا جدرانه المكتشفة في الأبحاث الأثرية تعكس الاهتمام الكبير بالتصميم المعماري الذي اتسم بأشكال هندسية دقيقة.
تُظهر هذه الأطلال كيف كان المكان محورًا روحيًا واجتماعيًا، حيث جمعت بين العبادة، الضيافة، والحفاظ على التراث، ما يجعله موقعًا ذا أهمية كبيرة للباحثين والمهتمين بالتاريخ والثقافة الإسلامية.