خاص الكوثر - عراق الغد
وقال الأستاذ البدري إن زيارة الأربعين، الحدث الديني الذي يجمع ملايين الزوار سنوياً في كربلاء المقدسة، باتت لا تقتصر على طابعها الروحي، بل تأخذ بُعداً سياسياً وثقافياً يتقاطع مع قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين. ويرى أن الإمام الحسين عليه السلام، الذي تمثل ثورته رمزاً للعدل والكرامة، بات نموذجاً يُحتذى به في مواجهة الطغيان، مشدداً على أن رسالته الخالدة في "طلب الإصلاح" لا تزال تحفّز الأحرار في كل العالم.
واعتبر أن ارتباط زيارة الأربعين بفلسطين ينبع من وحدة القيم التي تمثلها كل من الثورة الحسينية والمقاومة الفلسطينية: الكرامة، الحرية، ورفض الظلم. مضيفا أن الشعارات التي تُرفع في المسيرة – الدينية منها والسياسية – تعكس وعي الشعوب وتحديها لمشاريع التطبيع والتواطؤ.
إقرأ أيضاً:
واشار المحلل السياسي إلى أن القدس، باعتبارها ثالث أقدس موقع في الإسلام، لا تغيب عن وجدان الأمة، وأن كل محاولات تهميش القضية الفلسطينية باءت بالفشل، إذ تبقى فلسطين حاضرة في ضمير المؤمنين والأحرار، مهما تغيرت الحسابات الرسمية.
من جهة أخرى، يرى الأستاذ سعيد البدري أن الحضور الشعبي في الأربعين يعكس تمسك الجماهير بخيار المقاومة باعتباره حقاً مشروعاً لمواجهة الظلم والاستعمار، مشيراً إلى أن هذا الوعي الجماهيري يمثل تهديداً حقيقياً للأنظمة المتواطئة والكيانات الاحتلالية، التي تحاول كسر إرادة الشعوب.
واختتم بالقول إن مسيرة الأربعين ليست مجرد شعيرة دينية، بل إعلان متجدد عن التمسك بالحق، وتجديد للعهد بالمقاومة، وفي القلب منها الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يمثل المظلمة الأكبر في العصر الحديث.