خاص الكوثر - احكام الاسلام
قال الشيخ قصير: زيارة الأربعين، تُعدّ من أعظم الشعائر الحسينية التي أجمعت عليها المراجع الدينية، فهي ليست مجرد مجلس حسيني، بل ملتقى عالمي واسع يحمل أبعادًا روحية وثوريةـ والاربعين شعيرة دينية لا تستند إلى رواية واحدة تفيد الظن، بل إلى دليل قطعي يقيني يتمثل في الشهرة التاريخية التي تفيد اليقين.
اقرأ ايضاً
وتابع استاذ الدراسات العليا : إن مسيرة الأربعين لها جذور ضاربة في عمق التاريخ، وتعود إلى القرون الأولى، وخاصة القرن الثاني الهجري، حيث شهدت تجمعات ومسيرات يوم الأربعين التي أقلقت الحكام الظالمين، مثل بني العباس الذين أقدموا على هدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن هنا يتضح أن زيارة الأربعين أرفع شأنًا من أن تُختزل في رواية منسوبة للإمام الحسن العسكري أو الإمام الصادق (عليهما السلام)، بل هي مستندة إلى سيرة متشرعة وتاريخية راسخة.
واضاف ضيف البرنامج : التاريخ يكشف أن أول من أحيا مسيرة الأربعين كانت السيدة زينب (عليها السلام) مع الإمام زين العابدين والركب الحسيني، فقد حملت السيدة زينب رسالتين عظيمتين: الأولى، رسالة التبليغ بعد كربلاء، فلولاها لضاعت قضية كربلاء الثانية، رسالة تجديد العهد في الأربعين، حيث لم يكن حضورها للبكاء فقط، بل كان بكاءً يصنع ثورة ويؤسس لمسيرة المقاومة التي استمرت عبر التاريخ.
وختم سماحة الشيخ اقصير حديثه بالوقل: لقد وصف الإمام الخميني (قدس سره) هذه المدرسة بقوله: "نحن أمة البكاء السياسي"، إذ أن بكاء زينب لم يكن عاطفة فحسب، بل كان فعلًا ثوريًا رسخ نهج الحسين وأسس لمسيرة الأربعين الخالدة.