انوار الاباء - خاص الكوثر
قال السيد الشوكي: هناك عاملان رئيسيان يفسّران خلود الشهداء: أولاً، القضية التي يُستشهَد من أجلها، كلما كانت القضية كبيرة ومقدسة في وعي الأمة، كلما ارتبط بها اسم الشهيد، وكلما ازداد ذكره خلودًا في الذاكرة، ثانيًا، حجم العطاء الذي يقدّمه الشهيد في سبيل تلك القضية، فليس هناك عطاءٌ أعظم من أن يُقدّم الإنسان روحه من أجل الآخرين، من أجل حمايتهم، من أجل كرامتهم، من أجل إحياء المبادئ والقيم التي يؤمن بها.
اقرأ ايضاً
واكمل : ان يضحي الشخص بكل ما يملك — بحياته، بعائلته، ببيته، بماله بكل شيء هذا قمة العطاء، وهذا ما يجعل الشعوب تقدّس الشهيد، لأنه عنوان الإيثار، لا يعرف الأنانية، لا يفكّر بنفسه، وكلما عظمت القضية، وكلما كان العطاء أعمق وأكبر، كان الخلود أشدّ وأبقى.
واضاف الشوكي: خذوا الإمام الحسين عليه السلام مثالاً: ذكرُه لم يخلد بشكلٍ عادي، بل خُلودٌ منقطع النظير. ليس فقط اسمه باقٍ منذ قرون، بل فعله حاضر، يُحرّك الضمائر، يُشعل العقول، ويوقظ المشاعر والمواقف، هذا هو الخلود الحقيقي الذي لا يقتصر على الذاكرة، بل يصنع الحياة.