خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ قصير: المشروع الأموي كان في ظاهره سياسيًا، لكن في جوهره مشروع فكري وثقافي خطير، يستهدف هوية الدين، جوهر الإسلام، قيم الإنسان، روح الحرية، ويحوّل الإسلام من دين مقاومة وعدل إلى إسلام مُزيَّف يقبل بالخنوع والعبودية للناس، وقد قالها الإمام الحسين عليه السلام بوضوح: "إن لم يكن لكم دين، فكونوا أحرارًا في دنياكم."، هذه ليست دعوة سياسية، بل نداء إلى الفطرة، إلى الكرامة الإنسانية التي أراد الأمويون طمسها.
اقرأ ايضا
وتابع الشيخ اسد محمد قصير: بني امية ما كانوا يريدون فقط الحكم، بل كانوا يسعون إلى وأد الدين الحقيقي. كما نُقل عن معاوية أنه قال: "دفنًا دفنًا." أي دفن الدين، ورفع إسلام لا يمت إلى الإسلام بصلة، إسلام بالاسم فقط، بلا روح ولا مضمون، ولهذا، كان لا بدّ من ثورة يقودها رجل بمستوى الامام الحسين عليه السلام، رجل يحمل الرسالة، يخرج بنفسه ومع أهل بيته وأصحاب جده، إلى كربلاء، ليقيم الحجة ويسقط هذا المشروع الكبير والخطير.
واضاف ضيف البرنامج : واليوم، ونحن نعيش في صراع مع قوى الاستكبار العالمي، كالصهيونية وأميركا، يبدو أن الصراع سياسي في ظاهره، لكن في باطنه هو صراع على الهوية، على الدين، على القيم. كما يقول القرآن الكريم: "وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد".
وختم استاذ الدراسات العليا: فكما وقف الامام الحسين عليه السلام في وجه مشروع التحريف، نحن أيضًا مطالبون بأن يكون لنا دور في هذا الصراع، ليس بالسيف فقط، بل بالكلمة، بالوعي، بالسردية، بجهاد التبيين.