خاص الكوثر- الوعد الصادق
وقال الشيخ قصير: إن الصراع القائم في عالمنا اليوم، كما كان في كربلاء، ليس صراع أشخاص أو أسماء، بل هو صراع مشروعين متقابلين: مشروع حسيني يمثل العدالة والكرامة، ومشروع يزيدي يمثل الظلم والاستكبار. ولهذا قيل: “كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء”، لأن الحق والباطل يتجددان في كل زمان ومكان.
وتابع الشيخ قصير: الواقع المعاصر يكشف بوضوح معسكر اليزيديين الجدد، فلم يعد الأمر ملتبسًا أو قابلاً للتأويل، بل باتت الحجة تامة على الجميع. نتنياهو هو يزيد، وترامب يزيد، لأنهم ينهلون من ذات العقلية اليزيدية القائمة على سفك الدماء وانتهاك الحقوق. اليوم، يخرج ضباط الاحتلال في وسائل إعلامهم ليعلنوا صراحة: “جاءتنا الأوامر بقتلهم، لا تترددوا، فهم جوعى ولا حول لهم”، في تكرار فجّ لما فعله يزيد وجيشه بحق أطفال الحسين وخيام آل البيت.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ اسدمحمد قصير: في كربلاء، لم يُقتل الإمام الحسين عليه السلام وحده، بل قُتل معه 17 من بني هاشم، وعدد من الصحابة، مثل أنس بن الحارث، الذي قال: “سمعت رسول الله يقول إن الحسين يُقتل في كربلاء، ومن شهد ذلك فلينصره”. إنها ذات التركيبة، وذات العقلية، التي حرّقت الخيام وقتلت الأطفال، ومن هنا، كان خروج الإمام الخميني (قدس سره) وتأسيسه للجمهورية الإسلامية، فعلًا حسينيًا بامتياز، لقد رأى الإمام الخميني أن كيانًا يزيديًا قد تأسّس في فلسطين المحتلة، وأن لا بد من إقامة دولة حسينية قوية قادرة على مواجهة هذه الدويلة الصهيونية، وأن يكون في الأمة عمود خيمة يلتف حوله المستضعفون والمظلومون.
وختم الاستاذ الحوزوي قائلا: نحن اليوم نعيش آثار هذه الرؤية، فالمعركة الأخيرة أثبتت أن هناك خيمة حسينية اسمها الجمهورية الإسلامية، وأن لهذه الخيمة عمودًا متينًا يستند إليه كل أحرار العالم. شعر المظلومون بأن لهم سندًا عظيمًا، وأن هذا السند ليس سوى امتداد لقوة الله تعالى ونصره لعباده الصادقين.