قال الاستاذ الياس المر: تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بجملة من الثوابت التي تشكل عنصر قوتها الأساسية، ومن أبرز هذه الثوابت: البرنامج النووي ذو الأهداف السلمية، حتى في ذروة الحرب، بدأ بعض الأصدقاء من المعلقين والمحللين – بدافع الاندفاع والغيرة – يروّجون لفكرة انتظار "فتوى نووية"، أي أن يصدر سماحة الامام الخامنئي فتوى تُجيز إنتاج القنبلة النووية، والتوجه نحو السلاح النووي، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكدت دائمًا، ومن منطلق المبادئ والأخلاق والقيم التي تعليها فوق المصالح المادية، أن برنامجها النووي هو سلمي بالكامل، ويُستخدم في الإطار التكنولوجي والعلمي والمدني فقط، ولا علاقة له بالجانب العسكري.
اقرأ ايضاً
وتابع الاستاذ الياس : في جميع جولات المفاوضات، بما فيها الجولة الأخيرة، التي وإن كانت في خدمة المفاوضات، إلا أنها جاءت "باللغة العسكرية"، كان الهدف منها هو دفع إيران إلى التوقيع وهي في موقع الضعف والخضوع والاستسلام، وهو ما لم يتحقق، على العكس من ذلك، فقد أكدت إيران مرارًا تمسّكها بثوابتها، وأنها لا تفاوض على تحالفاتها، ولا على دورها الإقليمي كدولة فاعلة وصديقة لشعوب المنطقة، كما أنها لا تتنازل عن حقها الشرعي، وفق القوانين الدولية، في تطوير وإنتاج الطاقة النووية للأغراض المدنية والسلمية، البعيدة عن أي أهداف عسكرية.
وختم ضيف البرنامج : اليوم، وبعد انتهاء هذه الجولة من "المفاوضات بالنار"، كسابقاتها التي جرت على طاولات متعددة في مسقط وفيينا وغيرها، تعيد الجمهورية الإسلامية التأكيد على ثوابتها، وعلى أنها لا تفاوض على برنامجها الصاروخي، ولا على حقها المشروع في تطوير منظومتها الدفاعية للدفاع عن نفسها، ولا على واجبها الأخلاقي والإنساني في دعم الشعوب المظلومة أينما وُجدت، سواء في منطقة غرب اسيا أو في أي مكان من العالم