خاص الكوثر- وليال عشر
قال السيد الحسيني: من آداب الطواف أن يتحلى الطائف بالخشوع والتضرع والاستكانة إلى الله سبحانه وتعالى، إذ لا يطوف حول أحجار، بل حول كلمات الله وتجليات وحدانيته، على الإنسان في هذا الموضع أن يعترف بذنوبه، ويقر بالعبودية لخالقه، متعهداً بترك الذنوب والآثام، ساعياً إلى تطهير قلبه وروحه.
اقرأ ايضا ً
وشدد السيد راضي الحسيني على أهمية أن يستشعر الطائف وجوده في حضرة الله، وأن يرافق الطواف بالأدعية المعروفة، مثل: "اللهم البيت بيتك، والعبد عبدك، والأمة أمتك"، وأن يستعين بهذه الأدعية في كل شوط من الأشواط. وعند المرور بالحجر الأسود، يُستحب أن يدعو بدعاء العهد: "اللهم أمانتي أديتها، وميثاقي تعاهدته، فاشهد لي بالموافاة"، وكأن الحجر يشهد على التزامه وتجديده للعهد مع الله.
واضاف السيد الحسيني: فلسفة الطواف أعمق من مجرد حركة دائرية، فهي ترمز إلى تحوّل الإنسان من مركزية الأنا إلى مركزية التوحيد، فيعيد ترتيب أولوياته بناءً على العبودية لله لا لهوى النفس. بذلك، يتحول الطواف إلى إعلان روحي بتبديل محور الحياة من الذات إلى الله.
وختم ضيف البرنامج حديثه بالقول : الطواف، رغم الزحام والتدافع، يمثل لحظة انقطاع عن الدنيا واتصال بالمطلق، وعلى المسلم أن يكرّس هذا المعنى ليغتنم الفيوضات الإلهية التي تتنزل على ضيوف الرحمن في المسجد الحرام.