خاص الكوثر - رحيل الشمس
قال الشيخ مبلغي: تُقسم المواقف تجاه الاستكبار إلى ثلاثة مواقف: الموقف الأول: الموقف الاستسلامي تجاه الاستكبار، أي أن نرفع أيدينا مستسلمين له، ليفعل ما يريد. الموقف الثاني: الموقف الحيادي. والموقف الثالث: الموقف المعارِك، الرافض، الجهادي، النضالي. وهذا هو الموقف الذي تبنّاه الإمام الخميني، وأبرزه، وقواه، وبلوره في الساحة العالمية، وجعله منطلقًا أساسيًا في فكرته ونهضته وثورته.
وأضاف أن هناك أدلة مختلفة، قرآنية وغير قرآنية، يمكن الاستشهاد بها والاستناد إليها لإثبات هذا الموقف الثالث. الدليل: وجود علاقة عضوية – وهي فكرة قرآنية – بين الاستكبار وإنتاج الاستضعاف. يعني هناك علاقة سببية: فالاستكبار، متى ما حصل، يكون دائمًا سببًا لإنتاج الاستضعاف وتقويته ورفعه إلى أعلى درجاته وذروته. فبحسب الفكر القرآني، هناك علاقة عضوية وأساسية بين الاستكبار والاستضعاف. وهذه الفكرة، لو استطعنا شرحها وبلورتها حسب الآيات القرآنية، فسوف يتضح المنطلق الذي انطلق منه الإمام الخميني.
إقرأ أيضاً:
وتابع عضو مجلس خبراء القيادة: ما هو الربط بين الاستضعاف والاستكبار؟ بمعنى: أن يكون هذا (الاستكبار) سببًا لذاك (الاستضعاف)، وهذا نتيجة لذلك. إن لم يكن هناك استضعاف، فلن يكون هناك استكبار. ولو لم يكن هناك استكبار، فلن يكون هناك استضعاف. فلا يمكن أن يوجد استكبار دون استضعاف، ولا أن يحدث استضعاف دون استكبار. هذه فكرة قرآنية.
وأكمل الشيخ مبلغي: وهذه الفكرة تتضح من خلال الالتفات إلى أمرين اثنين: إذا انتبهنا إليهما، فسوف تتبلور هذه الفكرة كمنطلق، وكدليل، وكسبب. الأمر الأول: أن الاستكبار، من منظور القرآن الكريم، له خصائص. ومن الطريف أن هذه الخصائص طرحها القرآن، ويمكن تطبيقها في كل عصر ومكان على المستكبرين.