خاص الكوثر - رحيل الشمس
وقالت الدكتورة الجوهري ان الإمام الخميني رضوان الله عليه كان سبّاقًا في طرح الوحدة الإسلامية، لأنه اعتبر أنه لا يمكن للمسلمين، ولا للناس عمومًا، أن يصلوا إلى أهدافهم دون وحدة.
وأضافت: فعلاً، الإمام الخميني لم يكن مجرد زعيم سياسي أو ديني، بل كان مفكرًا استراتيجيًا في طرحه لهذا الموضوع، وقد أدرك مبكرًا أهمية الوحدة، وأهمية أن يكون التصدي للمشروع الصهيوني قائمًا على أساس من الوحدة.
وتابعت الباحثة في العلوم الإسلامية: فالمشروع الصهيوني قائم على تفتيت الأمة، ولا يمكن أن يستمر أو ينجح إلا من خلال تقسيم الأمة إلى شراذم من مختلف المشارب، ولا يصل إلى أهدافه إلا إذا تفرقت الأمة. أما مشروع الإمام الخميني، فكان مشروعًا تحرريًا خالصًا، لا يمكن أن يمضي فيه إلا بوحدة المسلمين. الصهاينة يمكن أن يحققوا نتائج إذا بقيت الأمة متفرقة، وإذا فشلت وحدة المسلمين، فإن العدو الصهيوني يصل إلى مبتغاه.
إقرأ أيضاً:
وأردفت: أما بالنسبة للإمام، فكانت وحدة المسلمين ليست مجرد مطلب خطابي أو ترف فكري، بل كانت شرطًا شرعيًا وواقعيًا لتحرير القدس. لذلك كان الإمام الخميني يرى أن الكيان الصهيوني لا يستمد شرعيته إلا من خلال تفتيت الأمة، وإشغالها بصراعات سنية وشيعية، وصراعات تركية وفارسية وعربية، وأكراد وتركمان، وكل أصناف التفرقة البشرية. ولذلك، كان أول ما فعله الإمام هو دعوة المسلمين جميعًا إلى تجاوز كل الخلافات.
وأشارت الدكتورة الجوهري الى ان دعوة المسلمين إلى تجاوز الخلافات، لأنها من خلال تجاوز هذه الخلافات تنخرط الأمة في معركة واحدة، تحت عنوان واحد، ضد عدو واحد، هو عدو الأمة بأكملها.
وأكدت ان الإمام، رحمه الله، ركّز في خطاباته وبياناته على أن الصراع مع الصهاينة ومع إسرائيل ليس صراعًا شيعيًا، ولا سنيًا، ولا عربيًا، ولا فارسيًا. هو صراع حق، صراع إسلامي إنساني شامل، صراع من أجل الحرية. قال مرارًا: "نحن لا نقاتل إسرائيل وحدها، نحن نقاتل وديعة الغرب، نحن نقاتل المشروع الغربي". إسرائيل كيان غاصب معتدٍ، غدة سرطانية.
واختتمت الجوهري قولها ان الإمام فتح باب الوحدة أمام الجميع، دون أي حساسيات دينية أو قومية أو اجتماعية. الإمام رفض الطائفية السياسية، وهاجم كل من يستغل الدين لتفتيت الأمة. وكان يعتبر أن من يسعى إلى إشعال الفتنة المذهبية، فإنه يخدم إسرائيل مباشرة.