خاص الكوثر - رحيل الشمس
وقال شريعتمدار إن الإمام الخميني، بثورته الإسلامية في إيران، قد غيّر المعادلات السياسية في المنطقة، وقلب موازين القوى، وما إلى ذلك. نعم، كل ذلك صحيح. إن الثورة الإسلامية في إيران، بقلبها لنظام الحكم البائد في هذا البلد، وبتغييرها لموازين القوى في المنطقة، كان لها هذا الدور. لكن الدور الأهم من ذلك، والذي يرتبط بالجانب المعرفي حقيقةً لكل هذه المتغيرات.
وأضاف ان من هذه الجوانب المعرفية: إعادة الثقة بالذات لدى الإنسان المؤمن، وطرح موضوع "نحن قادرون"، وبالمناسبة هذا الموضوع أشار إليه الإمام القائد في حديثه في الذكرى السنوية للإمام الراحل قبل دقائق أو نحو نصف ساعة تقريبًا.
إقرأ أيضاً:
وأشار الخبير بالشؤون الدولية الى النقطة الأخرى وهي موضوع إعادة الدين إلى مسرح الحياة، بل أن يكون الدين مؤسسًا لدولة، ومؤسسًا للنظم الاجتماعية والسياسية، كما ورد في مقدمتك، وان النقطة الثالثة هي موضوع الصراع بين المستضعفين والمستكبرين. الإمام الخميني حدد ثلاث دوائر: الدائرة الوطنية، الدائرة الإسلامية، ودائرة المستضعفين. وأنت تعرف أن كلمات الإمام رضوان الله تعالى عليه كانت مفعمة بطرح موضوع المستضعفين ونضالهم ضد المستكبرين، ومن ضمن هذا النضال: قضية فلسطين.
وتابع شريعتمدار ان النقطة الأخرى، التي قبل أن تكون موقفًا سياسيًا أو مبادرة ميدانية، هي لها جانب معرفي بامتياز، وهي قضية فلسطين. حيث أعاد الإمام الراحل قضية فلسطين إلى الساحة، بعد أن أُريد لها أن تختفي من المعادلات السياسية في المنطقة، وبعد أن فشلت الكثير من الحركات القومية والوطنية في الدفاع عن فلسطين، وبعد أن أُريد لهذه القضية أن تخمد عبر عملية التطبيع واتفاقية كامب ديفيد وما إلى ذلك، أعاد الإمام الراحل، بخطاباته وكلماته ومواقفه، هذه القضية إلى الساحة.