خاص الكوثر - وليال عشر
قال السيد راضي الحسيني إن الإحرام من الميقات، ويسبق الإحرام هو تنظيف الجسد من الشعر الموجود تحت الإبطين وعلى العانة، ثم الإغتسال والاغتسال بالنية التي ذكرناها، ثم الدعاء المستحب الوارد. ثم بعدما يفرغ من الغسول يرتدي ثياب الإحرام، وما يلبس المخيط، ويقرأ دعاء ارتداء ثياب الإحرام. ثم يأتي إلى مسجد الشجرة، ويؤدي ركعتي الإحرام.
وأضاف: وبعد الفراغ من ركعتي الإحرام، هل أصبح محرما؟ قلنا لا. لا بد أن ينوي أولاً، ثم يلبي. ينوي، وقلنا النية هكذا: "أحرم لعمرة التمتع، لحجة الإسلام قربة إلى الله تعالى". وحينما يفرغ من النية، يؤدي التلبية ويقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك". ويكررها هذه التلبية.
وأكد السيد الحسيني أن الحقيقة ليست هذه التلبية هي مجرد تلفظ، وإنما تتضمن معنى عميق جداً. الإمام زين العابدين، سيد الساجدين علي بن الحسين، عليه السلام، حينما ورد مسجد الشجرة وأراد أن يلبي، تلجلج لسانه. قيل: يا ابن رسول الله، الصحب لبوا، لبي يا ابن رسول الله؟ قال: إني أخشى حينما ألبي أن يأتيني النداء ويقول: لا لبيك ولا سعديك، حجك مردود إليك. وهذا هو الإمام زين العابدين عليه السلام، فكيف بنا؟
إقرأ أيضاً:
وتابع العالم الاسلامي: فلا بد حينما نؤدي التلبية، نؤديها عن وعي، وعن إيمان، وعن إخلاص، وعن شعور بمعنى هذه التلبية، وبمعنى الإحرام. فحينما تحرم أنت، ينبغي أن نفهم بأننا خلعنا ثياب المعصية، وارتدينا ثياب الطاعة.
وأردف: معنى جميل بينه الإمام زين العابدين عليه السلام للشبلي، حينما حج الشبلي بيت الله الحرام. وفيها موارد كثيرة، لكن ما يتعلق بالإحرام، قال له: هل حينما ارتديت ثياب الإحرام وخلعت المخيط، نويت أنك خلعت ثياب المعصية، وارتديت ثياب الطاعة؟ قال: لا. قال: كأنك لا أحرمت.
واختتم السيد الحسيني قوله: لاحظوا، فحينما الإنسان يخلع هذه الثياب المخيطة، ويرتدي ثياب الإحرام، ينوي بينه وبين الله بأنه يخلع ثياب المعصية، ويرتدي ثياب الطاعة.