خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ قصير: الحوار هو الأسلوب المعتمد عند جميع الأنبياء من دون استثناء، وعلى رأسهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إن الحوار هو الأسلوب في التعامل مع الآخر، وهو الأصل في العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين المسلم وأخيه المسلم من باب أولى. وفي هذا السياق، نجد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد أن الحوار هو الأصل والأساس في العلاقات الإنسانية.
وتابع الاستاذ الحوزوي: أما ما يُسمى "آيات السيف" التي أشار إليها البعض، فهي تسمية خاطئة؛ فكلمة "سيف" لا توجد في القرآن الكريم. نعم، هناك آيات تتحدث عن القتال، مثل "قاتلوهم"، ولكن القتال في القرآن الكريم ليس هو الأسلوب لنشر الدعوة، بل هو دفاعي فقط، القتال لا يُستخدم لنشر العقيدة أو الفكر، بل لحماية النفس والدين.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ قصير: جميع الأديان السماوية والكتب المقدسة والأنبياء جاءوا من أجل اعتماد الحوار والكلمة الطيبة كأسلوب أساسي. لا يقتصر الأمر على الحوار فقط، بل على الحوار بالتي هي أحسن، كما ورد في القرآن: "لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". أتعجب من أولئك الذين يستخدمون ما يسمى "آيات السيف" لتبرير العنف، مع أن هذه الآيات لا تقتصر على القتال، بل هي في سياق الدفاع عن النفس والبلاد.
وختم استاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية حديثه بالقول: الحوار والكلمة الطيبة هما الأساس. كما قال الله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن". هذا هو منهج الأنبياء، وهكذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الآخرين، فقد كان يحاور نصارى نجران ويستقبلهم في مسجده، وكان حريصًا على أن يصلوا فيه رغم اختلافهم الديني، وهذا هو الحوار الحقيقي: الحوار بأدب، بحب، وباحترام.