خاص الكوثر - عين الحياة
وقال الشيخ أسد محمد قصير أن الحضارة التي تقتصر فقط على مكونات مادية لا يمكن أن تعتبر حضارة بالمعنى الحقيقي. وفقًا لهذا المفهوم، فإن الحضارة الحقيقية هي تلك التي تجمع بين تطور الجسد والروح، حيث يجب أن تشترك في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية بجانب التطور المادي. وقد أشار إلى أن الغرب، على الرغم من تطوره المادي الهائل، قد وصل إلى طريق مسدود من الناحية الروحية والأخلاقية، خاصة بعد أن ابتعد عن الدين المسيحي في بعض البلدان مثل فرنسا، مما أدى إلى انهيار الأسرة والقيم الاجتماعية التي كانت تشكل أساس المجتمع.
وأكد الشيخ قصير أنه إذا كانت الحضارة تقتصر على المادة فقط، فإنها ستكون ناقصة وعاجزة عن تقديم سعادة حقيقية للإنسان. كما أشار إلى أن الغرب اليوم يشهد اضطرابًا نفسيًا وروحيًا نتيجة لذلك، حيث تشرع الجرائم وتُبرر القتل على أساس دفاع عن النفس، مثلما يحدث في غزة، مع استخدام مصطلحات مخادعة لتغطية تلك الأعمال.
إقرأ أيضاً:
وبالنسبة لدور الأنبياء في بناء الحضارة، شدد أستاذ الدراسات العليا في الحوزة العلمية على أن كل نبي جاء ليصنع حضارة تقوم على العلم والقيم، لكنه أضاف أن الظروف في بعض الفترات لم تكن مواتية لتحقيق هذا الهدف. فالعلم يحتاج إلى أوعية قادرة على استيعابه وحملها، وهذا ما لم يتوفر دائمًا في تلك الحقبات. ولذلك، على الرغم من أن الأنبياء مثل أمير المؤمنين عليه السلام والنبي إبراهيم عليه السلام وغيرهم كانوا قادرين على بناء حضارة، إلا أن الظروف لم تساعدهم في تحقيق ذلك، لأن العلم يحتاج إلى بيئة مستعدة لاستقباله وتحقيق التغيير الشامل.
في الختام، أكد الشيخ قصير أن الحضارة الحقيقية هي تلك التي تتوازن فيها الجوانب المادية مع الروحية والأخلاقية، وتدعو إلى بناء إنسان متكامل يساهم في تقدم المجتمع بشكل شامل ومتوازن.