خاص الكوثر - مكاشفات
قال السيد الخوئي بالنسبة لحزب الدعوة، بعد سقوط الملكية في العراق، من المعروف أن العراق واجه قضية المد اليساري أو الشيوعي، في دوائر عبد الكريم قاسم. وأصبح الشارع، سواء الشبابي أو غير الشبابي، يميل إلى الشيوعية، ورفعت بعض الشعارات الحادة، المضادة للدين والمذهب، بل تم اتهام الدين بالرجعية. فمن الطبيعي، وبسبب وجود فضاء نسبي من الحرية السياسية، تحرك النجف، وتحركت النخبة فيه. وكانت هذه النخبة جماعة العلماء، التي تشكلت من مجموعة لا بأس بها من الفضلاء والعلماء في الحوزة.
وتابع: كان السيد الصدر، رحمة الله عليه، في الخلفية. وكان من ضمنهم السيد محمد حسين فضل الله، الشيخ شمس الدين، السيد طالب الرفاعي، وبعض الآخرين الذين انشقوا لاحقاً مثل المرحوم الشيخ محمد رضا الجعفري، وصادق القاموسي، ومهدي الحكيم، وماجد الحكيم، وهؤلاء شكّلوا مجموعة. وكان السيد مرتضى العسكري منهم، وكذلك السيد صالح الأديب.
إقرأ أيضاً:
وأضاف السيد الخوئي: ثم أصبح هؤلاء هم جماعة الدعوة، وليس فقط جماعة العلماء في النجف. هذه الجماعة، بالتزامن مع حراك جماعة العلماء التي كانت تصدر مجلة "الأضواء" كمجلة مركزية ومحورية، كتب فيها كثير من الفضلاء. كانت هذه حركة جديدة في المنطقة، تُعرف اليوم بالإسلام السياسي، وفي ذلك الوقت سُميت بالإسلام الحركي، أو الإسلام الذي يجب أن يعود إلى الحياة العامة. كان هناك تفاعل مع بعض كتب الشهيد الصدر التي كانت إبداعات غير مألوفة، مثل "فلسفتنا" و"اقتصادنا". هذه الكتب أحدثت حركة في المجتمع، وواجهت المد الشيوعي.
وأكد ان اليوم، عندما يُؤرّخ حزب الدعوة لنفسه، يُقال إنه تأسس عام 1957 أو 1958، لكنني لا أعتقد كثيراً بدقة هذه التواريخ، إذ كانت هناك حركة سابقة مثل "حركة الشباب المسلم" التي أسسها المرحوم عز الدين الجزائري، ويقال إنها بدأت قبل ذلك بعشر سنوات، لكن الظهور الفعلي لحزب الدعوة كان بعد المد الشيوعي وصدور مجلة "الأضواء".
وأردف السيد الخوئي ان هذه الأجواء كلها كانت متداخلة في نشأة حزب الدعوة، والحركات التي كانت في النجف، والمجاميع التي تحركت وكانت مدعومة، بخلاف ما نشهده في هذه الأيام، دعماً مطلقاً من قبل الحوزة النجفية. السيد محسن الحكيم، والسيد الخوئي، والسيد عبد الهادي، رغم أن الأخير توفي مبكراً.
واختتم ضيف البرنامج قوله ان السيد الخوئي والسيد الحكيم كانا داعمين لهذه الحركة بقوة، بل أكثر من ذلك. مثلاً، عندما كان السيد الصدر يقدّم بعض النصوص إلى السيد الخوئي، كان الأخير يدعم كل مشروع يتبناه السيد الصدر. كانت هذه قاعدة ثابتة. ان السيد موسى الخوئي عندما يرى العلاقة بين السيد الخوئي والسيد الصدر، ويعرف في ذات الوقت أن حركة الدعوة يتبناها السيد الصدر، فذلك يعطيها دعماً ضمنياً كبيراً.