خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الاستاذ قصير: يُعتبر الإمام علي بن موسى الرضا عليه الصلاة والسلام من أبرز المؤسسين للحضارة الإسلامية التي ظهرت في العهد العباسي، ومع أن القراءة السائدة لأهل البيت عليهم السلام، من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، تقتصر على سرد تاريخي بعيد عن الرؤية الحضارية، فإن الحقيقة هي أن هؤلاء الأئمة كانوا صناع حضارة.
وتابع الاستاذ الحوزوي: كان الهدف الأساسي للأنبياء ومن هم بمنزلة الأنبياء، مثل الإمام علي عليه السلام وحتى المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هو صناعة الحضارة للبشرية. فالإنسان يرقى بالحضارة، والمجتمع يتحول إلى مجتمع زاهر من خلال التأسيس الحضاري، ومن هنا، فإن صناعة الحضارة كانت الهدف الأسمى لحركات الأنبياء، التي ستتوج في آخر الزمان بتعميم العدالة والنور على الأرض بواسطة شخصيتين اصطفاهما الله، هما عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله، والمهدى عجل الله تعالى فرجه الشريف من آل إبراهيم.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ اسد محمد قصير: ليس من الغريب أن يكون الإمام الرضا عليه السلام جزءًا من هذه الحركه الحضارية، حيث أثبت من خلال خطة مدروسة، والتي يعتقد أنها خطة إلهية، أنه استطاع أن ينقذ الإسلام في فترة حرجة كان يواجه فيها خطر الانهيار المعرفي نتيجة الترجمة ودخول الشبهات، كما قام بخطة هجومية لتأسيس حضارة إسلامية، جعلت من المسلمين شعبًا متمسكًا بعقيدته ويعيش في ظل حضارة نابضة.
واكمل سماحة الشيخ قصير: قد استطاع الإمام الرضا عليه السلام، من خلال حركته الدفاعية والهجومية، أن يؤسس حضارة إسلامية قوية على الرغم من أنها كُتبت باسم العباسيين. وكان له الدور الرئيس في صياغة هذه الحضارة، تمامًا كما كان جده الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من المساهمين الكبار في تأسيس الحضارة الإسلامية.