خاص الكوثر - الوجه الاخر
قال الشيخ اخوان : في البداية نتقدم بأسمى آيات التعازي لجميع المظلومين والمستضعفين والأحرار في العالم، خاصةً أتباع الديانات الإلهية، وبالأخص النصارى والكاثوليك، بمناسبة رحيل "البابا فرنسيس" هذا الصوت المدافع عن المظلومين، والمنادي بالوحدة الإنسانية والدينية، وحوار الحضارات والثقافات، ونسأل الله تعالى أن يوفق الذين يخلفونه على الاستمرار في نهجه، والدفاع عن المظلومين والمضطهدين والمستضعفين، لتتحقق وحدة الأمة التي أرادها الله سبحانه وتعالى، حيث كان الناس أمة واحدة في الأصل.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ صادق اخوان: وقد دعا القرآن الكريم، كما دعا التوراة والإنجيل قبله، إلى كلمة سواء بين أهل الكتاب والمسلمين، فقال تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله} ،وأرى في هذه الآية الكريمة (آية 82 من سورة المائدة) تجسيدًا لمصداقية البابا فرنسيس، الذي وافته المنية قبل أسبوع، حيث يقول الله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون}.
واكمل الاستاذ الحوزوي: تجلت هذه العلامات الثلاث في حياة البابا الراحل، حيث كان صوتًا للدفاع عن المظلومين والدعوة إلى الوحدة، ودعم النشاطات الاجتماعية والتغيير داخل بيت الفاتيكان وخارجه. ولذا، فإن رحيله يمثل منعطفًا هامًا في تاريخ البابوية والكنيسة العالمية، ومن الملاحظ أن أشد أعداء المؤمنين أصبحوا في الوقت نفسه أشد عداوة للبابا فرنسيس، مثل نتنياهو وترامب، الذين لم يترددوا في معاداته.