خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال عماد الدين حمروني: في الحقيقة، إحياء ذكرى عملية "مخلب النسر" الأميركية في 24 و25 أبريل من عام 1980 هو إحياء لقوة الشعب الإيراني، لقوة الثورة الإسلامية، وللقيادة المباركة التي قادت هذه الأمة طوال تاريخها المعاصر، كانت هذه العملية عملية ضخمة، خُطط لها على أعلى المستويات، من الرئاسة، إلى كبار جنرالات القوات المسلحة، بما في ذلك القوات الخاصة، الجوية، والبحرية، إضافة إلى التنسيق السياسي والإقليمي مع أكثر من ثماني دول شاركت في التحضير.
اقرأ ايضاً
واضاف الاستاذ حمروني : ورغم هذا كله، حدث ما لم يكن في الحسبان. تدخلت قوى الغيب: رياح شديدة وعاصفة رملية أوقفت العملية، لكن لا يجب أن ننسى دور البعوض أيضًا، في مذكراته، كتب الكولونيل تشارلي بيكويث قائد قوة دلتا عن معاناة الجنود أثناء تواجدهم في محافظة قنا المصرية، حيث انطلقوا من هناك: فقد كانوا في حالة من الأرق والتوتر الشديد بسبب هجوم كثيف من البعوض، حتى أنهم لم يستطيعوا النوم. البعوض هاجمهم قبل أن تهب الرياح، وأربك القوات الخاصة، لدرجة أنهم دخلوا العملية وهم في حالة نفسية مهزوزة.
وتابع ضيف البرنامج: من الطرائف التي ذُكرت في هذ الكتاب ايضاً، انه عندما وقع الانفجار في صحراء طبس وتعذّر إقلاع الطائرات، كان أحد الضباط نائمًا داخل الطائرة وعندما استيقظ، ظنّ أنه فوق طهران، فأراد مغادرتها من الباب، ليفاجأ بأنه يهبط على الرمال مباشرة!
واكمل حمروني: ما أريد أن أقوله هو أن هذه الحالة من الفزع والارتباك التي أصابت أكبر قوة في العالم في بدايات الثورة الإسلامية تُظهر حجم الصدمة. وقتها، كان شباب الحرس الثوري لا يزالون في بداية التأسيس، والمجتمع الإيراني كان لا يزال يعيش نشوة انتصار الثورة، والحكومة الإسلامية كانت في خطواتها الأولى... ومع ذلك فشلت الإمبراطورية الأميركية.