خاص الكوثر - تهانينا
قالت السيدة ندى حيدورة: نحن من أول ما أسسنا حياتنا، كان زوجي يعمل في هذا المسار. كنا قد وضعنا في بالنا أن فكرة الشهادة كانت مشروعاً موجوداً لدينا في البيت. كنا ننتظر، ومرّت علينا كثير من الأوقات التي كنا نقول فيها "الآن"، ثم نؤجل، وربما كان الله قد أجلها قليلاً.
وأضافت السيدة حيدورة: استشهد ولدي الشهيد هاني قبل والده بحوالي 14 يومًا، خلال المعركة الأخيرة "على طريق القدس" أول خبر سمعناه، كان وقعاً كبيراً في البيت، لأنه كان الابن الأكبر في العائلة، وكان في السنة الأخيرة من دراسته الجامعية في الهندسة، وكانت خطوبته قبل ثلاثة أيام. كان وقع الخبر ثقيلًا، رغم أننا كنا مستعدين لهذا الشيء، لكنه كان له تأثير كبير.
إقرأ أيضاً:
وتابعت ضيفة البرنامج: لم نتمكن من العيش طويلاً في حالة الشهادة مع هاني، لأنه في نفس الوقت كان الحاج في فترة الحرب، وكانت الأمور تتصاعد، وكان مشغولاً جدًا. ولم نتمكن من التوقف لنبين مشاعرنا بشكل كامل. فاستشهد الحاج بعد 14 يومًا من استشهاد هاني. جاءنا خبر استشهاد الحاج، في نفس الفترة تقريبًا. حتى الحاج كان يحضرنا نفسيًا خلال فترة الحرب، وكان يتوقع أن الشهادة ستكون قريبة جدًا منه.
واختتمت السيدة حيدورة قولها: عندما نفكر في الأمر بشكل مجرد، نجد أنه من الصعب جدًا تقبّل فكرة الموت، وهي تجربة صعبة جدًا. لكن عندما نفكر في الشهادة، نعلم أن الحياة لا تنتهي هنا، بل هم ما زالوا معنا بشكل روحي، يرافقوننا في حياتنا، هذا الشعور يعطينا قوة ويزيد من إيماننا. نحن دائمًا كنا نعلم أن أولادنا جزء من هذه المسيرة (مسيرة الشهادة) ، وكنا نربيهم على هذا الطريق. لم نبخل عليهم، وكنا ننتظر هذا الشيء. الحمد لله، هم نالوا ما كانوا يرغبون فيه، وإن شاء الله نتمكن من استكمال هذه المسيرة التي بدأوها.