خاص الکوثر - الوجه الآخر
وقال الشيخ محمد علي ميرزائي إن قضية القدوة الحسنة، الأسوة الحسنة، المثل الأعلى، الإمام، أو القائد، هي قضية في غاية الأهمية بلا شك. هذه المسألة يمكن أن تدخل ضمن فكرة التمثيل، لأن الحقائق والقيم في أي فكرة أو حضارة، إذا لم يقدم أصحاب هذه الفكرة أو النظرية، هذا الخطاب، هذه الفلسفة، والمدرسة، نماذج متحققة منها، فإنها ستصاب بالفشل والإخفاق.
وأضاف الدكتور ميرزائي أن القائد هو الذي يعرف الطريق، والذي يمشي خلف القائد أو الإمام أو الأسوة، هو في الحقيقة لم يقطع هذه المسافة ولم ينجح في قطعها، لذلك نقتدي به لأنه أدرى بالطريق، أدرى بالمقاصد والغايات. عادةً، الناس العاديون لا علم لهم أو وعي عميق بالمستقبل، بالاستشراف، بالأهداف، والغايات.
إقرأ أيضاً:
وأكد رئيس مركز المصطفى للدراسات الفكرية ان أهمية القدوة تأتي من أنها تمثل الخارطة المستقبلية للبشرية، للمجتمع، وللأمة. لذلك في القرآن الكريم، رغم أن الناس العاديين قد لا يلتفتون إلى هذه الأهمية الكبرى، إلا أن الله سبحانه وتعالى يبرز هذه الشخصيات لنرى فيها تجسد القيم التي نؤمن بها، والتي تتعلق بحياة البشر.
وأردف الشيخ ميرزائي أن القصص القرآنية التي تركز على المعنى وعلى الاتجاه والبوصلة والحقائق العميقة، لا ينبغي أن نفصلها إلى تفاصيل صغيرة كما نرى في المسلسلات أو الحلقات التي تركز على التفاصيل السطحية. الإنسان بطبيعته المادية يعجب بالتفاصيل، كما نرى اليوم مثلاً في تتبع تفاصيل حياة النجوم أو الشخصيات العامة، ولكن الله تبارك وتعالى يقدم المثل العليا في حقيقتها العميقة التي تتجاوز التأريخ والزمن والمكان.
واختتمت الشيخ ميرزائي قوله: إذا لم يجد الإنسان من يمثل تلك القيم، فسوف يقع في فخ المثالية والطوباوية ويقول إن هذه الفكرة غير واقعية وغير قابلة للتحقق. مثلًا، إذا تحدثنا عن الرحمة ورأينا أن الجميع يتصرفون بقسوة، قد نعتقد أن فكرة الرحمة غير معقولة. الفكرة العاقلة والمعقولة تفترض أن هناك تحقيقًا لها في الواقع.