من هي الزهراء سلام الله عليها ؟

الإثنين 1 يناير 2024 - 17:38 بتوقيت مكة
من هي الزهراء سلام الله عليها ؟

فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الإسلام. أمها خديجة بنت خويلد ولدت يوم الجمعة 20 جمادي الآخرة في السنة الخامسة بعد البعثة النبوية بعد حادثة الإسراء والمعراج بثلاثة سنوات. زوجها هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

نشأتها:
شهدت فاطمة منذ طفولتها أحداثاً جساماً کثرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وکانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده و تؤازره ، کما کان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.

وکان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات ، فلم يكن المشرکون يترکون طعاماً يدخل مكة  و لا بيعاُ  إلا واشتروه ، حتى أصاب التّعب بني هاشم واضطروا إلى أکل الأوراق والجلود ، وکان لا يصل إليهم شيئاً إلا مستخفياً ، ومن کان يريد أن يصل قريبا له من قريش کان يصله سراً.
وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة ، ولكنّه زادها إيماناً ونضجاً . وما کادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزناً وألماً، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب . فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك  كانت تُكنّى بـ أم أبيها .

أسماؤها و ألقابها:
سبب تسمية الرسول الكريم لها بفاطمة  :
تعددت أسماء فاطمة الزهراء وألقابها. أما تسمية "فاطمة" فقد قال عنها الخطيب البغدادي وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : «أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار»، وفي سنن الأقوال والأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة: «إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار». بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: «إن الله فطمها وولدها عن النار».

من ألقابها:
• الزهراء: هناک من يقول أن النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من سماها بالزهراء لأنها کانت تزهر لأهل السماء کما تزهر النجوم لأهل الأرض ، وذلك لزهدها و ورعها و اجتهادها  في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأوراداً خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك .
• البتول: تعددت الأقوال حول هذة التسمية، منها:
قول النووي في شرح مسلم: التبتل هو الانقطاع عن النساء انقطاعاً إلى عبادة الله وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلاً ورغبة في الآخرة.
• الحوراء الأنسية: ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام أوردها الطبراني في المعجم الكبير : (فاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.

وألقاباً  أخرى ، منها
• الصديقة. • الطاهرة. • أم الأئمة. • المنصورة • الصادقة • الصديقة • المحدثة • الريحانة • البضعة

هجرتها:

حسب رواية اهل السنة:
هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة عشرة من عمرها وکانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وکان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.
حسب رواية الشيعة : هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة من عمرها حيث هاجرت مع علي ابن ابي طالب و امهُ فاطمة بنت اسد وعمته فاطمة بنت ابي طالب حتى سميت الهجرة بهجرة الفواطم.

أولادها:
• الحسن. • الحسين. • المحسن.

بناتها:
• زينب بنت علي. • أم كلثوم بنت علي .
مقام ومنزلة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام ) :
ان السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وكوثر الفيض الإلهي الذي ردّ بها الله تعالى شماتة أعداء النبي (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا يصفونه بلا عقب ولا ذرية، وأنزل سورة الكوثر، حيث قال تعالى: (إِنّا أَعْطَيناکَ الْكَوْثَرَ...). وكانت سيدة نساء العالمين تتمتع بمكانة مرموقة لدى النبي (صلى الله عليه وآله) حتى قال في حقها: «فاطمة بَضعةٌ مِنّي، فَمن اَغضبها فقد اَغْضَبني». ومن يغضب النبي (صلى الله عليه وآله) فقد أذّاه ومن أذّاه فله عذاب أليم، قال الله تعالى: «والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب اليم.»
وفي رواية أخرى شدد النبي (صلى الله عليه وآله) على ان غضب ورضى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) موجب لغضب ورضى الله تعالى حيث قال: «يا فاطمة! إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.»
ويدل هذا على المقام الرفيع التي تتمع به السيدة الزهراء (عليها السلام)، وكون غضبها ورضاها معياراً للغضب والرضى الإلهي، على عصمتها. وبما ان الله تعالى عادل وحكيم فلا ينال غضبه الا الكفار والمذنبين، وهو لا يرضى الا عن المؤمن والمطيع . وفي ظل هذه الكرامة أصبحت السيدة فاطمة على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) سيدة نساء العالمين: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال لفاطمة (عليها السلام): أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة؟»
ومع ان السيدة الزهراء (عليها السلام) معصومة ولا تقترف ذنباً إلا أنها ليست نبية ، وذلك لأن لا تلازم بين مقام النبوة والعصمة. والدليل على ذلك ان السيدة مريم كانت معصومة حسب تصريح القرآن الكريم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاك وَطَهَّرَك وَاصْطَفاك عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ)، الا انها لم تكن نبية . إن الاخبار عن طهارة السيدة المريم بعد اصطفائها من قبل الله تعالى إنما يدل على طهارتها من الذنوب ومخالفتها للشرك الحاكم في عهدها واما بالنسبة الى عدم نبوتها فهذا واضح ولا يحتاج لدليل، وطبقاً لما تقدم فإن بنت خاتم الانبياء هي سيدة نساء العالمين وكالسيدة مريم طاهرة ومعصومة الا انها غير نبية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 1 يناير 2024 - 17:21 بتوقيت مكة