خاص الكوثر - قضية ساخنة
في البداية أشار الباحث السياسي الدكتور حسن أحمد الى الذكرى السنوية لتغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، التي تحمل رمزية وطنية ومذهبية عميقة للطائفة الشيعية، قائلا: أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح مبادرته للدعوة إلى حوار وطني جامع يتضمن صياغة استراتيجية دفاع وطني، كمدخل أساسي لمعالجة ملف السلاح والمقاومة ضمن رؤية لبنانية داخلية، لا تملى من الخارج.
لكن المبادرة، وفق ما أشار إليه الدكتور أحمد أنها لم تجد صدى إيجابيًا لدى "المعنيين الأساسيين بحفظ السيادة"، ما يطرح علامات استفهام حول ما إذا كان الطريق فعلاً مسدودًا أمام هذه المبادرة.
وأضاف أن الذكرى التي تحدث فيها بري تعيد التذكير بمقولة الإمام موسى الصدر: "إذا لم يكن لنا سلاح، نقاتل بأسناننا وأظافرنا". كما كررها مسؤولون في حزب الله، مؤكدين أن الطائفة الشيعية انتقلت من التهميش إلى "التأسيس" في بنية الدولة اللبنانية، بفضل المقاومة، ما يجعل من ملف السلاح ليس مجرد نقاش فني، بل قضية وجود وهوية.
إقرأ أيضاً:
وتابع الباحث السياسي أن الطائفة الشيعية لم تُعرف تاريخيًا بالارتهان لأي طرف خارجي، بل كانت في صلب العروبة والإسلام والمواجهة مع الاحتلال، بعكس ما يُتهم به بعض الأطراف اللبنانية اليوم من تبعية لأجندات أميركية أو غيرها.
وأردف أن الحديث عن "حصر السلاح بيد الدولة" يتجاهل، حسب الطرح المؤيد لبري، أن الدولة اللبنانية لا تملك سيادتها الفعلية، ولا القدرة على حماية حدودها أو شعبها في وجه التهديدات الإسرائيلية. وبالتالي فإن نزع سلاح المقاومة دون ضمان بديل حقيقي يعني تعريض لبنان للخطر، لا تقوية للدولة.
واختتم الدكتور أحمد حديثه أن السلطة السياسية الحالية، تعاني من أزمة ثقة وطنية. الحكومة، التي توصف بـ"حكومة مهمة" برئاسة نواف سلام، لم تحقق أيًا من وعودها الإنمائية أو الاجتماعية، وتتحرك في ملفات حساسة ـ مثل قضية السلاح ـ تحت ضغوط أميركية واضحة، في حين تغيب التفاهمات الوطنية المطلوبة لضمان "العيش المشترك"، الذي ينص عليه الدستور اللبناني.