خاص الكوثر - قضية ساخنة
وأوضح الأستاذ رضوان قاسم أن الخسارة من الناحية المادية تمثلت في فقدان شخصية قيادية بارزة كان لها حضور كبير بين شعبه وجماهيره وبيئته. وأكد أن هذه الخسارة الجسدية لا يمكن تعويضها بسهولة، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي عندما يفقد شخصية بارزة، فإنها تعد خسارة جسيمة يصعب تجاوزها.
وأضاف قاسم أن الخسارة لم تكن معنوية، بل على العكس، فإن بيئة المقاومة وأنصارها لم يخسروا بل كسبوا المزيد من الإصرار والقوة، حيث تحوّل الشهيد إلى رمز يتجذر في عقول وقلوب الملايين. وأشار إلى أن "إسرائيل" وحكومتها لم تدرك أن اغتيال السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى إشعال موجة جديدة من الحراك في المنطقة بأكملها، وليس فقط في لبنان.
وأردف مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أن الاحتلال الإسرائيلي ظن أنه بإزاحة السيد نصر الله والسيد هاشم صفي الدين عن الساحة الجهادية سيتمكن من إضعاف المقاومة، لكنه وجد أن استشهادهما جعل منهما رمزين عالميين في عقول وقلوب كل الأحرار في العالم، بغض النظر عن انتماءاتهم أو أماكن وجودهم. وأصبح السيد حسن نصر الله يمثل رمزًا يتجاوز الجغرافيا، ليكون حاضرًا في نضال كل من يواجه الاستعمار والاستكبار والظلم.
إقرأ أيضاً:
وأكد رضوان قاسم أن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في تشييع القائدين الشهيدين هي دليل واضح على أن الاحتلال هو الخاسر الأكبر، بينما المقاومة هي المنتصرة. وعلى الرغم من الألم والحزن والفراق، فإن هذه المشاعر تتحول إلى دافع جديد للاستمرار في النهج المقاوم. موضحا أن مدرسة المقاومة التي تخرج منها الشهيدان، والتي تقوم على رفض الظلم والخضوع، تعززت أكثر بعد استشهادهما، حيث باتت العقيدة التي نشراها راسخة في قلوب الملايين. كما شدد على أن لا قوة في العالم، سواء الاحتلال الإسرائيلي أو حلفاؤه، قادرة على كسر إرادة المقاومة.
وأشار قاسم إلى أن المخاوف التي ظهرت لدى بعض الجهات في الداخل اللبناني والعالم من التشييع المليوني للقائدين الشهيدين تعود إلى حقيقة أن المقاومة لم تفقد مجرد شخصيات، بل تحولت إلى فكرة وقضية تتبناها الملايين حول العالم. وأصبح السيد حسن نصر الله يمثل مبدأً إنسانيا ومقاوما، تتبناه شعوب مختلفة من فنزويلا إلى الهند وأفريقيا والصين، ما يجعله رمزًا عالميًا لا يمكن القضاء عليه.
واختتم رضوان قاسم حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي وكل من يدعمه يدركون الآن أن اغتيال نصر الله لم يمح وجوده، بل جعله حاضرًا في عقول وقلوب الملايين، مما يعزز نهج المقاومة أكثر من أي وقت مضى.