خاص الكوثر - عراق الغد
ففي عالم تتحدث فيه الحركات العلمانية العالمية من جهة عن تراجع الدين وحدود السلطات التقليدية وتدعو فيه بعض الأطراف من جهة أخرى إلى القطيعة الكاملة مع التقاليد الدينية يمكن اعتبار هذه الزيارة إعادة إنتاج لهندسة معرفية جديدة، هندسة يظهر فيها العقل الفلسفي وجوهر الفقه في ارتباطٍ بناءٍ وتكامل.
اقرأ ايضاً
ويأتي لقاء آية الله جواد أملي بالمرجع الديني آية الله السيستاني لتعزيز عملية التكامل هذه، فمن ناحية قام المرجع الديني آية الله السيستاني باعتباره أحد أبرز فقهاء مذهب أهل البيت في القرن الماضي بدور مهم في إحياء الحوزة العلمية في النجف وتعزيز مكانة أتباع أهل البيت والحفاظ على الوحدة الوطنية في العراق.
ومن ناحية أخرى ينبغي النظر إلى آية الله جواد أملي ليس فقط باعتباره مفسرًا للقرآن وفيلسوفًا إسلاميًا بل أيضًا باعتباره حاملًا لمشروع أكبر، مشروع يحاول إعادة ترتيب التفسير والحكمة والفقه في نظام متناغم.
وبالتالي فإن وجوده في النجف وخاصة اللقاء التاريخي مع آية الله السيستاني شكّل رمزًا لهذا الجهد للتوثيق بين العقل الفلسفي والفقه الأصولي، لقاء لا ينبغي أن يُفهم باعتباره مجرد تفاعل بين شخصيتين بل باعتباره تقاطع تيارين مؤثرين في التاريخ المعاصر لأتباع أهل البيت عليهم السلام.
وتأتي أيضًا الزيارة بعد رسالة قائد الثورة الإسلامية إلى المؤتمر الدولي بمناسبة الذكرى المئوية لإعادة تأسيس الحوزة العلمية في قم والتي أكد فيها على ضرورة التغيير في المنهج والنهج مشيرا إلى أن أهم مهمة للحوزة العلمية هي توفير الأرضية للحضارة الإسلامية الجديدة.