خاص الكوثر - شبابنا
قال الأستاذ بزي: جاء في الآية الـ77 من سورة القصص: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾. إذا التفتنا إلى هذه الآية، وإلى الحديث الشريف المروي عن أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام: "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"، وأيضا الآية 105 من سورة التوبة التي تقول: ﴿وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾، نلخص طبيعة حركة العمل في المنظور الإسلامي، وطبيعة محاسبة العامل ضمن هذه المقاييس.
وأضاف: إذا تأملنا هذه النقاط، نعرف أن القرآن الكريم مليء بكلمات تحث على العمل، وأنه فضل المجاهدين على القاعدين. اليوم، عندما نجد الإنسان يكسل ويترك العمل، سواء كان مترفًا أو كان شخصًا عاطلًا عن العمل، نجد أن الحديث الشريف يقول: "إن الله يبغض الصحيح الفارغ"، أي الذي لا ينشغل لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة، وأيضًا ذم النائم الكثير النوم وغيره. ومن هنا نفهم أن قيمة العمل قيمة أساسية وجوهرية في حياة الإنسان.
إقرأ أيضاً:
وتابع الأستاذ بزي ان العلم والعمل معًا مطلوبان. العمل هو مقياس التقدم. حتى أن القرآن الكريم يشير دائمًا إلى العمل الصالح ويجعله هو المقياس والطريق لتحصيل رضا الله تعالى. القرآن الكريم أراد من خلال هذه المفاهيم أن يربي الأمة ويربي الأجيال على أن خط العمل هو الأساس، وأن المقياس في العمل هو أن يكون في دائرة الطاعة والعمل الحسن الذي يخدم المجتمع والبشرية ويعطي قيمة للإنسان. لأن قيمة كل امرئ ما يحسنه، سواء كان صنعة أو علمًا أو حرفة أو غير ذلك.
واختتم الأستاذ بزي قوله: في المقابل الأعمال الأخرى التي ذمها القرآن الكريم، فهي كل سلوك يؤدي إلى ظلم النفس أو ظلم الآخرين، مثل المشي بالنميمة، والغيبة، والوشاية، والإفساد في الأرض. وكذلك مثل استغلال النساء للزنا، أو أي سلوك يدل على صفات سلبية أو إجرامية، هذه الأعمال هي من النوع الذي ذمه القرآن الكريم وجعل عاقبته في النار، مع الحساب العسير.