شاركوا هذا الخبر

ضوابط القرآن الكريم للحوار مع العدو| الوجه الاخر

كيف يكون الحوار مع العدو؟ وما هي الضوابط التي يضعها القرآن لهذا النوع من العلاقات؟ هذا ما ناقشه برنامج الوجه الاخر، مع ضيف البرنامج الدكتور حسن البنا رئيس مركز الدراسات والبحوث الفكرية.

  خاص الكوثر - الوجه الاخر

قال الدكتور البنا : من خلال تخصّصي في علم الاجتماع السياسي، إلى جانب اهتمامي بالفلسفة، يمكنني القول إن العلاقات الإنسانية والدولية، بحسب ما يقدّمه علم الاجتماع المعاصر، تُقسَّم إلى خمسة أنماط أساسية:

العلاقات الصراعية: وهي النمط السائد اليوم، وتتمثل في الصراعات القائمة على المصالح، والتي تقود إلى الحروب والثورات ، العلاقات التنافسية، العلاقات النزاعية، العلاقات التعاونية، العلاقات التوافقية، هذه التصنيفات تعبّر عن الأشكال المختلفة للتفاعل الإنساني، والتي قد تتشابك أو تتصارع أو تتكامل.

وتابع الدكتور البنا: أما في الرؤية القرآنية، فإن هذه العلاقات تُعاد تشكيلها ضمن معالم إنسانية وأخلاقية. يقول الله تعالى: " "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرًا"، اذن
القرآن إذًا لا ينكر وجود الصراع، لكنه يُقنّنه، ويُعيد تشكيله ضمن إطار من الرحمة والعدل، ليحول دون الفساد والدمار.

واكمل الدكتور حسن البنا: وفي المقابل، هناك ما يُعرف في علم الاجتماع بـ "العلاقات الصناعية الإقصائية"، التي تقوم على إلغاء الآخر تمامًا، من خلال الإبادة، أو التهجير القسري، أو التمييز العنصري، وهي ممارسات لم يؤسّس لها الإسلام، بل حذّر منها منذ أول حوار إلهي مع إبليس، ففي ذلك الحوار، تتجلى أول بذرة للعنصرية، حين قال إبليس: "أنا خير منه"، رافضًا أمر السجود لآدم. وهكذا تأسّست فكرة التمييز العنصري بناءً على الشعور بالتفوق الذاتي، ما شكّل لاحقًا قاعدة للصراع والعداء والتنابز في العلاقات الإنسانية.

 

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة