أهمية العلاقات الاقتصادية بين ايران وروسيا

الخميس 20 يناير 2022 - 09:06 بتوقيت مكة
أهمية العلاقات الاقتصادية بين ايران وروسيا

تعتبر الزيارة الهامة للرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي الى موسكو تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أهم الأحداث على الساحة الدولية نظرا لأهمية البلدين الرافضين للغطرسة والهيمنة الأميركية في الخارطة السياسية في العالم.

تقارير عديدة صدرت من جهات عدة في العالم تناولت هذه العلاقات بين طهران وموسكو ومنها تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ركز على حجم الاقتصاد الروسي وحجم التبادل الاقتصادي بين روسيا وايران.
اهتمام السي آي ايه بهذا الموضوع يبرهن على أن الأميركيين يعيشون هاجسا كبيرا ازاء أي تحسن وتوطيد علاقات، وفي أي  مجال، بين باقي الدول وخاصة الدول الرافضة للهيمنة الاميركية لأن مثل هذا الأمر يزيد قدرات باقي البلدان ويجعلها اكثر مقاومة وتحديا امام الضغوط والعقوبات والحظر الاميركي.
التقرير يسلط بداية الضوء على حجم الاقتصاد الروسي ويقدم معلومات عنه ومن ثم يركز على أهمية العلاقات الاقتصادية الايرانية الروسية من المنظار الاميركي، وجاء في التقرير: ان البنك الدولي يقدر حجم الناتج المحلي في روسيا بـ 438/1 تريليون دولار، وقد بلغت قيمة الصادرات الروسية 380 مليار دولار في السنة كما بلغت قيمة الواردات 305 مليارات دولار.
ويشكل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري والقمح والحديد معظم الصادرات الروسية، كما تشكل قطع السيارات والأدوية الطبية والأجهزة الصوتية والكمبيوترات والمواد الغذائية معظم الواردات حتى عام 2020، وأهم الاسواق للصادرات الروسية هي الصين وهولندا وبيلاروسيا والمانيا وأهم الدول الموردة لروسيا هي الصين وألمانيا وبيلاروسيا في عام 2019، حسب تقرير الاستخبارات المركزية الاميركية.
ويضيف التقرير ان الروس ينشطون في 4 صناعات هي:
- المناجم
- صناعة الطائرات وأجهزة الجوفضاء
- الصناعات العسكرية مثل الرادارات والصواريخ والقطع الالكترونية المتطورة
- بناء السفن
أما أهم مجالات التعاون الاقتصادي بين ايران وروسيا حسب تقرير السي آي ايه فهي:
- المواد الغذائية ومنها الفواكه فروسيا استوردت في عام 2020 اكثر من 2/5 مليار دولار من الفواكه من تركيا (21 بالمئة) ومن الاكوادور (21 بالمئة) ومن جنوب أفريقيا (6 بالمئة) ومن ايران (5 بالمئة) ومن مصر (5 بالمئة)، ويضيف التقرير ان ايران بإمكانها ان ترفع صادرات الفواكه الى روسيا وتحل في المرتبة الثانية على الاقل عبر تطوير صناعة التعليب وغيرها من الخطوات، كما تستفيد من قربها الى روسيا.
اما الرئيس السابق للجنة الزراعية في غرفة التجارة في طهران "كاوه زركران" فيقول في هذا الصدد ان حجم السوق الروسي في مجال الغذاء والمحاصيل الزراعية هو بين 30 و40 مليار دولار وهذه فرصة مهمة لايران.
المسؤول السابق في بورصة ايران "رضا محتشمي بور" يضيف من جانبه أن باستطاعة ايران ان تكون جسرا لعبور القمح الروسي الى دول الجوار عبر استيراد القمح وطحنها في المطاحن الايرانية الكبيرة والعديدة وتصدير الطحين الى دول غرب آسيا.
أما مساعد وزير الطاقة الايراني في الشؤون التجارية مع روسيا " داود ميرزاخاني" فيقول من جانبه ان روسيا تستورد سنويا نحو 20 مليار دولار من الادوية الطبية و5 مليارات دولار من الألبان و6 مليارات دولار أحذية وحقائب يدوية و80 ألف طن من مساحيق الغسيل وان ايران لديها انتاج وفير وجودة عالية في جميع هذه المجالات.

إحياء ممر الشمال - الجنوب 
بادرت كل من الهند وايران وروسيا في عام 2001 الى توقيع اتفاق لايجاد ممر دولي يربط بين الشمال والجنوب بهدف تسهيل التجارة بين روسيا والهند ومن ثم أسواق آسيا الوسطى والقوقاز ودول البلطيق واوروبا.
ويعتبر أهم ما في هذه الاتفاقية التجارية هو انها تمر "عبر ايران"  كما ضمت الاتفاقية أذربيجان وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزيا وبيلاروسيا وطاجيكستان وتركيا واوكرانيا وعمان وسوريا، وأبدت كل من ليتوانيا واستونيا رغبتها بالانضمام، وكان من المقرر انضمام افغانستان واوزبكستان ايضا لكن سيطرة طالبان على افغانستان قد أجلت هذا الانضمام.
من جانبه يقول مساعد وزير الصناعة والتجارة الروسية " تشوريف اركاشويج" ان هذا الممر هو بالغ الأهمية لتوسيع النقل الاقليمي للبضائع والسلع، مقترحا على الدول الأعضاء التعاون في صنع سفن نقل الحاويات ومد سكك الحديد.
ان تكلفة نقل البضائع والسلع عبر ممر الشمال – الجنوب هي أقل بنسبة 30 بالمئة قياسا مع قناة السويس وأسرع بنسبة 40 بالمئة منها، كما تصبح المدة الزمنية 23يوما بدلا من 50 الى 60 يوما عبر قناة السويس، ويقدر الخبراء حجم تبادل السلع بـ 20 الى 30 مليون طن عبر هذا الممر وان احياء هذا الممر يدر أرباحا طائلة على ايران.

اتحاد آسيا الوسطى الاقتصادي
انطلق هذا الاتحاد في عام 2015 وضم كل من أرمينيا وروسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا، ويبلغ عدد سكان هذه الدول 800 مليون نسمة ومجموع الناتج القومي لدى هذه الدول هو 5 تريليونات دولار وهي تنتج اكبر كمية من النفط والغاز في العالم، واذا انضمت ايران اليها فستكون صلة الوصل بينها وبين المياه الدافئة للنصف الجنوبي للعالم عبر الخليج الفارسي وبحر عمان.
وتعتبر العلاقات مع روسيا أقرب طريق لايران للانضمام الى هذا الاتحاد.
الجدير بالذكر هو ان ما تم ذكره هو فقط جزء من النقاط المشتركة بين طهران وموسكو.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الخميس 20 يناير 2022 - 09:06 بتوقيت مكة
المزيد