خاص الكوثر - وثائقي العلامة
لقد كان العلامة يمتلك شمولية نادرة في المعارف الدينية، وبرزت أخلاقه في تعامله مع الآخرين؛ فكان لطيفًا، متواضعًا، يجيب عن كل سؤال بلا تكلف، وإذا لم يعرف الجواب، قال ببساطة وصدق: "لا أعلم".
وفي مجال التأليف، قدّم العلامة الطباطبائي للمكتبة الإسلامية ثروة معرفية تجاوزت 35 مؤلفًا في التفسير، والفلسفة، والعقائد، والتاريخ، والفقه، والأصول، والعرفان، وعلوم القرآن، والثقافة الإسلامية العامة، بل وحتى في الرياضيات.
اقرأ ايضاً
وعلى الرغم من أن اسمه اقترن بتفسيره العظيم "الميزان "، فإن له مؤلفات قيّمة أخرى، مثل: الشيعة في الإسلام، معرفة القرآن، والمنهج الواقعي، الذي يُعد من الكتب العميقة في الفكر الإسلامي المعاصر.
لقد خدم العلامة الطباطبائي المذهب والمجتمع العلمي خدمة عظيمة، لكن شهرة تفسير "الميزان" طغت على بقية مؤلفاته، حتى خُيّل لكثيرين أن التفسير هو عمله الوحيد، والحال أنه كان مدرسة فكرية متكاملة.
ورغم النظرة التحفظية السائدة آنذاك في بعض أوساط الحوزة تجاه كتابة المقالات العامة، فإن العلامة لم يتردد، بل كتب وساهم في نشر الفكر والتوعية، غير مبالٍ بالنقد أو القيود.
إن لقب "العلامة" الذي يُطلق أحيانًا مجازًا أو تسامحًا، كان في حال الطباطبائي مستحقًا بكل جدارة، دون مبالغة. وإذا أردنا أن نعدّ أعلامًا يستحقون هذا اللقب بصدق، فلا شك أن محمد حسين الطباطبائي في طليعتهم.