خاص الكوثر - قضية ساخنة
وقال الدكتور قبلان إن حجم الضخ الإعلامي الذي كان يميل إلى التصعيد والتشاؤم في الساحة اللبنانية، وأيضًا في بعض وسائل الإعلام الإقليمي، سواء المكتوب أو المرئي، يمكن تقييمه بموضوعية. أستطيع أن أقول إن المناخ الذي أرساه لقاء المبعوث الأمريكي مع الرؤساء الثلاثة — رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب، ورئيس الحكومة — قد فتح آفاقًا من التفاؤل، وخفّض منسوب التشاؤم.
وأضاف: إذا أسقطنا آليات العمل الأمريكية، وخصوصًا في الملف الإيراني، فقد نجد فيها شيئًا من المراوغة أو الخداع. لكن، إذا أردنا أن نحكم على الأمور بظاهرها، فأنا أعتقد أن هناك فسحة جديدة قد فُتحت لمعالجة القضايا المطروحة اليوم، والتي تتسبب بكل هذا الصخب السياسي في لبنان.
وتابع قبلان أن الورقة اللبنانية التي عبّر عنها الرؤساء الثلاثة — أو ما يمكن تسميته بالورقة الرسمية اللبنانية — تلبي إلى حد كبير المنطق اللبناني، وتعبّر عن الحاجات اللبنانية، وقد قُدِّمت بطريقة سليمة. المشترك الأساسي فيها هو الجانب الإسرائيلي، أي إلزام إسرائيل بشكل جاد بوقف إطلاق النار، والانسحاب من المناطق والمواقع المحتلة، ومعالجة ملف الأسرى.
إقرأ أيضاً:
لبنان يؤكد على الوحدة الوطنية رغم ضغوطات أميركية للإصلاحات | قضية ساخنة
المقاومة تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في عمليتين نوعيتين شمال القطاع
وأشار عضو المكتب السياسي لحركة أمل الى عدم التزام الاحتلال بتنفيذ بنود القرار 1701 الذي وقعت عليه، وكان الاتفاق على أساسه بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024. لبنان التزم بكل ما هو مطلوب منه في منطقة جنوب الليطاني، كل ما هو متعلق بالأمن قد تم الاتفاق عليه. من يتملّص من الالتزامات هو الطرف الإسرائيلي، الذي تسبب حتى الآن بسقوط 193 شهيدًا مدنيًا بعد وقف إطلاق النار، وارتكب ما لا يقل عن 3600 خرق للأجواء اللبنانية، والبر، والمياه الإقليمية.
وتحدث عن الموقف اللبناني بمجمله، والنقاش اللبناني، ينبغي أن يُبنى على قاعدة سليمة. لا يمكن أن نضع الهرم على رأسه، بل على قاعدته. نحن مفوّضون، ونحن في أزمة، وهناك أطراف واضحة: الدولة اللبنانية، الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني. نحن نتحدث عن تفاوض بين دولتين، وهذا لا بد أن يُبنى على موازين قوى.
واختتم الدكتور قبلان قوله: إذا كانت موازين القوى غير متكافئة، فبطبيعة الحال القرار والاتفاق سيكونان غير متكافئين أيضًا. في لبنان، هناك من يتصرف وكأننا ذاهبون إلى هذا التفاوض أو إلى أي اتفاق في هذه المسألة ونحن مجرّدون تمامًا من أي عنصر من عناصر القوة. هذا خطأ. ليس فقط معسكر المقاومة من يرفض ذلك، بل هذا خطأ جوهري حتى بالنسبة لمن يعارض المقاومة سياسيًا. يجب ألا يقبل أي طرف لبناني أن يذهب لبنان إلى طاولة مفاوضات وهو لا يمتلك أي عنصر من عناصر القوة.