خاص الكوثر - عراق الغد
من ميادين مدينة الكاظمية المقدّسة، حتى أزقة مدينة الصدر، ومن النجف وأفاضل علمائها إلى بصرة الجنوب وكربلاء الوعد، امتدت مواكب الناس رجال ونساء يسيرون بثبات، والأعلام ترفرف فوق رؤوسهم كأنها تصلي في الهواء.
عيون الكاميرات التقطت المشاهد واحدة تلو الأخرى، وهناك من يقول بوضوح: في هذه المعركة، الصمت ليس حياداً بل خذلان، وأدعو كل العراقيين أن يرفعوا العلم الإيراني على قلوبهم، على بيوتهم، لأن هذه الراية ممتدّة إلى راية الإمام الحسين.
اقرأ ايضاً
تلك الصور التي كانت حبيسة جدران الأمس أصبحت اليوم مرفوعة: السيد الخامنئي والسيد السيستاني جنباً إلى جنب، وأعلام وحّدت الهويات وأسقطت كَدَر الانقسام.
في بغداد، الشعار ضد الصهيونية لم يكن صدًى لغضب عابر، بل صوت وعي متراكم، من رماد الحروب وصبر الحصار، وإرث المقاومة بقيادة حكيمة.
المواقف وثّقتها عدسات الفضائيات، تحليلات كشفت الحقائق وفضحت زيف الادعاءات، ورسائل أبلغ من الرصاص أطلقها الإعلاميون بصوتهم إلى العالم ، قد لا تتصدر هذه المواقف عناوين الأخبار العاجلة، لكنها ستبقى أبلغ من كل العناوين، في زمن تتصارع فيه الإرادات.