خاص الكوثر - شبابنا
أكد سماحة السيد جاسم الناجي أن مفهوم "حقوق المواطنة" كمصطلح حديث، يعني أن الإنسان عندما يعيش في بلد، يكون من حقه أن يمارس حياته الطبيعية، والتي تتضمن في جوهرها حرية العقيدة والعبادة، وأداء الطاعة لله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن من الواجب على الإنسان المؤمن أن يهتم بجانب الطاعة والانقياد والانصياع لأوامر الله تعالى، وأن أي عائق يحول دون ممارسة هذه الطاعة يعد انتقاصًا من حقوقه، مشددًا على أن هذا الحق، إن استطاع الإنسان أن يهيئه لنفسه فبها ونعمت، وإن لم يستطع، فعليه الهجرة في مثل هذه الحالة.
وأشار السيد الناجي إلى أن من الأمور المهمة في الفقه والفكر الديني، أن الإنسان إذا لم يستطع أن يمارس طقوسه الدينية بحرية، بل لعله يُعذّب ويُهان بسببها، فإن من واجبه أن يبحث عن بلد آخر يستطيع فيه أن يعيش في طاعة لله سبحانه وتعالى.
إقرأ أيضاً:
وفي هذا السياق، شدد ضيف البرنامج على أن من أبرز الأسس التي ينبغي أن يحرص عليها الإنسان في وطنه هو ممارسة العبادة الإلهية التي أوجبها الله، وأن هذا يمثل ركيزة أولى في مفهوم المواطنة الحقيقية.
وتابع قائلاً إن من حقوق الإنسان كذلك ألا يعيش حالة من الظلم العام، موضحًا أن بعض البلاد قد تسمح للفرد بأداء طقوسه الدينية، لكنها في الوقت ذاته تفرض عليه واقعًا من القهر، والتجبر، والتكبر.
وفي ظل هذه الظروف، قال السيد الناجي إن الإنسان يضطر إلى مواجهة هذا الظلم، لأن العيش تحت وطأة القهر والذل لا يليق بالإنسان الحر. وأوضح أن الشريعة لا تقبل بأن يعيش المؤمن في ظل الهوان والمهانة، بل تشجعه على السعي نحو الكرامة والعدل.
وتحدث السيد جاسم الناجي عن رواية عن الإمام الصادق عليه السلام، يقول فيها: "إن الله سبحانه وتعالى أوكل أمر ابن آدم إليه، أنت مختار في هذه الدنيا – على وفق عقيدتنا – ولكنه لا يرضى لعباده بالذل." مضيفًا أن الإنسان لا ينبغي له أن يستسلم للذل، أو يقبل الخضوع المهين مهما كانت المبررات.
واختتم السيد الناجي حديثه بالتأكيد على أن كل أمر ابن آدم بيده، ولكنه ليس ملزمًا بأن يتحمل الذل والظلم والخزي. فإن كان وطنه يجعله يعيش في ظل القهر والهوان، فعليه أن يسعى لدفع هذا الذل عنه، أو أن يبحث عن أرض تحفظ له دينه وكرامته.