خاص الكوثر - عين الحياة
قال الشيخ قصير: النصوص الدينية تؤكد أن الإنسان لا يمكن أن يجمع في قلبه حب الخير والشر معًا، لأنهما متناقضان بطبيعتهما. ومن هذا المنطلق، فإن محبة الخير تتطلب بالضرورة كراهية الظلم وأعداء الرحمة، أي من لا يرحمون المساكين والمستضعفين ويظلمون الناس،
واكمل الاستاذ الحوزوي: في هذا السياق، تشير الروايات الدينية إلى أن جوهر الدين هو الحب، سواء كان حب الله أو حب الأنبياء أو حب الأولياء والصالحين، وفي مقدمتهم أهل البيت عليهم السلام. وتبرز أهمية هذه المحبة من خلال ما ورد عن عظمة محبة الله للإنسان، ومحبة الأنبياء وأهل البيت له، حيث يظهر هذا جليًا في سيرة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي كان مثالًا للرحمة والرأفة، فقد ورد أن الإمام كان رؤوفًا رحيمًا بالمؤمنين، وقلبه مليء بالحب والرحمة.
اقرأ ايضاً
واضاف الشيخ قصير: يُذكر أنه عندما سُئل الإمام الرضا عليه السلام من قبل الخليفة المأمون عن كيفية تعامله مع من اعتدى على بيته وسلب نساءه، أجاب بتسامح عظيم ينبع من المحبة الصادقة، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يوجد عفو بلا محبة. فقد كان الأئمة يعاملون من أساؤوا إليهم بأخلاق الرحمة والمسامحة،وبالتالي، فإن محبة الناس للأئمة تنبع من محبة الأئمة للناس أنفسهم. وهذا يفسر قول الله تعالى في القرآن الكريم: "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"، دلالة على هذا الرابط المتبادل من المحبة الخالصة.