خاص الكوثر - عين الحياة
وفي حديثها لبرنامج عين الحياة، أكدت أن الإسلام، كما عرّفه الإمام الرضا، يقوم على الصدق والتودد والاعتدال الفكري، مشيرة إلى مقولة الإمام:"التودد إلى الناس نصف العقل"
ووصفت هذه الجملة بأنها ليست مجرد تعبير بل "مفتاح لفهم العلاقة بين الإحساس الإنساني والعقلانية الرشيدة"، وهي مدخل لفهم أخلاق الإسلام في عمقها، لا في سطحها.
وأضافت بعزاوي أن الأمة اليوم بحاجة إلى أن تتعامل مع الصدق لا كمجرد فضيلة أخلاقية، بل كشعور وتفكر وتأمل، معتبرة أن طريق الصراط المستقيم يبدأ من تربية الوجدان على الحقيقة والوفاء.
اقرأ ايضا
واعتبرت أن مدرسة الإمام الرضا عليه السلام هي امتداد طبيعي لمدارس أهل البيت عليهم السلام، مؤكدة أن رايته كانت راية الوفاء لا مجرد شعار يُرفع، بل موقف عميق وثابت تجاه قضايا عصره وما بعد عصره.
وتابعت:"الإمام الرضا سبق زمنه، فقد كان ينشر ثقافة الإنسانية في كل كلمة وفي كل حوار. كان يعيش في الظل، لكنه يقاوم المستكبرين ويدافع عن المظلومين."
وفي معرض حديثها عن غربته في طوس، قالت بعزاوي إن هذه الغربة لم تكن غربة جغرافية فحسب، بل "غربة مبدئية عاشها الإمام الرضا في صراعه مع الطغيان، وانحيازه إلى المستضعفين".
كما أشارت إلى وجود فجوة في المعرفة حول الإمام الرضا في بلاد المغرب العربي، وخاصة في تونس، حيث قالت:"في تونس لا نعرف عن الإمام الرضا إلا القليل. لا يعرفه إلا بعض الباحثين، وهذا أمر مؤلم لدوره الفكري العظيم."
وختمت بعزاوي حديثها بتأكيد الحاجة إلى إعادة اكتشاف هذا الإمام العظيم، لا كاسم في كتب التاريخ، بل كـ رمز حيّ للوفاء والصدق والاعتدال الفكري.