خاص الكوثر - في خواطر الصدور
قال السيد حسن الكشميري إن ميرزا حسين النوري دعا طلابه إلى الذهاب إلى كربلاء المقدسة لزيارة الامام الحسين عليه السلام. لماذا؟ لأن هذا جزء من التدريب، وجزء من التربية، وجزء من بناء الشخصية العلمائية. ان الشخصية العلمائية، إلى جانب الفقه والأصول، تحتاج إلى أجواء تنمّي عندها الروح الجهادية، روح التضحية، روح التفاني، روح الفداء، وهذا لا يستطيع الإنسان الظفر به إلا من خلال خط الحسين عليه السلام.
وأضاف: فلما يذهب العالم أو التلميذ إلى زيارة الحسين عليه السلام، وينفتح على الحسين قلبه، ويصل إلى الحسين ليقرأ فكر الحسين، ليعرف ماذا يريد الحسين، ليفهم أن الحسين من أهل المدينة المنورة، فما الذي جاء به إلى صحراء كربلاء؟ ما هي نقاط الخلاف التي من أجلها قدّم هذا الثمن؟ هذا كله يبني عند الطالب روح المثابرة، وروح الجهاد، ويعطيه فهماً وشعوراً بثمن العقيدة، وثمن المبادئ، وثمن الدفاع عن روح الإسلام وبيضة الإسلام.
إقرأ أيضاً:
وتابع السيد الكشميري: لذلك جزى الله هذا العالم الجليل ميرزا حسين النوري خير الجزاء. والجميل في الأمر أن ميرزا حسين النوري كان يتقدّم الطلاب في موكب زيارة الحسين عليه السلام. وطبعًا، في ذلك الوقت كانوا يذهبون بوسائل صعبة، فقبل الوصول إلى كربلاء بمسافة كيلومتر واحد، كانوا ينزلون ويمشون مشياً على الأقدام، وأحياناً بعضهم كان يمشي حافياً، وذلك إشعاراً للضمير الإنساني بعظمة الحسين عليه السلام.
وأشار سماحته الى ان الأعداء كانوا يرصدون هذا، وكانوا يعرفون بأن هذه التربية بهذه الطريقة ستخلق جحافل من المجاهدين أمثال جمال الدين الأفغاني، والسيد محمد سعيد الحبوبي، والسيد عبد الرزاق الحلو، والشيخ عبد الكريم الجزائري، والشيخ عبد الكريم الحائري، والسيد كاظم اليزدي، والميرزا الشيرازي، وانتهاءً بالسيد محسن الحكيم، والسيد محمد باقر الصدر، والإمام الخميني (رض).
واختتم السيد الكشميري قوله ان هذه الروح الجهادية هي من بركات أبي عبد الله الحسين عليه السلام. فكانت النتيجة أن بطريقة خبيثة زُقّ هذا العالم الجليل بجرعة من السم، إما عن طريق طعامه أو بتدبير آخر، واستُشهد رحمه الله في طريق الزيارة. استشهد مظلوماً، ولكن هنيئًا له على هذا التأريخ، وعلى هذا السجل المخلّد.