قال الدكتور عباس كنعان: نحن اليوم في عصر تهيمن عليه وسائل التواصل الحديثة، لكن ثمة نقص كبير في المشاعر الإنسانية التي كانت رابطًا أصيلًا بين البشر، إذ استُبدلت في كثير من الأحيان بالآليات الافتراضية، ومهما تطورت هذه الوسائل تقنيًا، ومهما تنوّعت الشعارات والاستشارات الرقمية، فلن تحلّ محلّ الشعور الإنساني الحيوي.
واضاف الدكتور كنعان: لهذا، نحن في أمسّ الحاجة إلى تواصل دائم يرتكز على الجانب البشري: داخل الأسرة، وبين الأفراد، وبين الشعوب فالتواصل الإفتراضي وحده لا يكفي لتبادل الأفكار، والمشاعر، والانفعالات، وحلّ الكثير من المشاكل التي نشهدها اليوم نتيجة التباعد الاجتماعي الناجم عن الاعتماد الكلي على التقنية.
اقرأ ايضاً
واكمل الدكتور كنعان: كما نفتقد اليوم آداب التواصل الأساسية فالكثير من شبابنا وأفراد مجتمعنا ابتعدوا عن النظر في وجه الآخر، والمصافحة الصادقة، والعناق أو تبادل التحية الدافئة كما علمنا ديننا، وقد ورد في نصوص عديدة من القرآن والسنة تشجيعُها على إظهار المودة بين الناس، هذا الفراغ في آداب اللقاء الحي ينعكس سلبًا على علاقاتنا.
وتابع ضيف البرنامج: من ناحية أخرى، ثمة بعد أمني لا يمكن تجاهله، إذ باتت بعض الجماعات الفاعلة تجند عناصرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستغِلة سهولة الوصول إلى الفئات المختلفة وعليه، يتوجب علينا الانتباه والحذر في إدارة المجموعات الرقمية ومحتواها، وتحديد من نضيف ومن نسمح له بالنشر.
ونختم الدكتور عباس كنعان حديثه بالقول: تكشف لنا الأحداث الجارية في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا كيف أن التقنية في كثير من الأحيان تأتي معاكسة لقضايا أمتنا، بدلاً من أن تدعمها. لذا لا بدَّ من التأكيد مجددًا على بناء تواصل إنساني متوازن، يدمج بين الاستفادة من التقنية وحضورنا الفعلي قلبًا وقالبًا.