خاص الكوثر - أحكام الإسلام
وقال الشيخ أسد محمد قصير في وصف نادر ومؤثر، نقل ضرار بن ضمرة صورة حية للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندما طلب منه معاوية بن أبي سفيان وصف الإمام بعد استشهاده. رغم معرفة معاوية بالإمام، إلا أنه طلب الوصف ليكشف عن جوانب شخصية الإمام التي أثارت إعجاب حتى أعدائه.
وتابع الشيخ قصير: بدأ ضرار وصفه بقوله: "كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلًا، ويحكم عدلًا". وأضاف أن العلم كان يتفجر من جوانبه، والحكمة تنطق من نواحيه، مشيرًا إلى أن الإمام كان يستوحش من زخرف الدنيا ويستأنس بالليل ووحشته، خاصة في ليالي القدر.
إقرأ أيضاً:
وأضاف: أكد ضرار أن الإمام كان غزير الدمعة، كثير الخوف من الله، دائم الحساب لنفسه، حيث كان يقلب كفه ويخاطب نفسه محاسبًا إياها. كما وصف تواضعه قائلًا: "كان يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب"، وكان قريبًا من الناس، يجيبهم إذا سألوه، ويبدأهم بالحديث إذا أتوه، ولا يتكبر على أحد إذا دعوه.
واختتم الباحث الإسلامي قوله ان قرب الامام علي عليه السلام من الناس، إلا أن هيبته كانت تملأ القلوب، فلا يكلمه أحد إلا بخشوع، ولا يبدأه أحد إلا بعظمة. وعندما يبتسم، كان تبسمه كاللؤلؤ المنظوم. كان يعظم أهل الدين ويحب المساكين، ليس فقط بالعطف، بل بحب حقيقي.. هذا الوصف النادر يقدم صورة حية لعظمة الإمام علي عليه السلام، الذي جمع بين القوة والحكمة، التواضع والهيبة، والخوف من الله وحبه للمساكين، ليظل نموذجًا للإنسانية والقيادة الرشيدة.